بعد إصدارها قبل سنوات أول كتاب جماعي بعنوان "شجرة الطهارة الفاجرة"، حول تجربة الكاتب المغربي عبد القادر الشاوي السردية والنقدية، وثاني كتاب جماعي حول تجربة الشاعر مجمد بنيس تحت عنوان "محمد بنيس: الكتابة والجسد" الكاتب أحمد شراك أصدرت جمعية الباحثين الشباب في اللغة والآداب بمكناس، أخيرا، كتابا جماعيا ثالثا تحت عنوان "أحمد شراك: الكتابة والهامش"، مخصصا للكاتب والباحث السوسيولوجي أحمد شراك، الذي أضاء الكثير من مناطق الظل في الثقافة المغربية، وبحث في الكرافيتيات، والخربشات، وشرح المسألة الثقافية بالمغرب. يضم كتاب "أحمد شراك: الكتابة والهامش" حصيلة اليوم الدراسي، الذي نظمته جمعية الباحثين الشباب في اللغة والآداب حول أعمال الكاتب والباحث أحمد شراك، يوم 7 أبريل 2010 بقاعة الندوات برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، نسق مواده الباحث جمال بوطيب، وجمع فيه مواد تتوخى الجمعية من ورائها توثيق الحركة الدؤوبة للفعل الثقافي، الذي تقوم به الجمعية، وتقديم دراسة وافية عن تجربة الكاتب أحمد شراك، الذي أسدى خدمات جليلة للثقافة المغربية هو وغيره من المثقفين، ولكن المكتبات المغربية للأسف لا تتوفر على كتب تضيء مسارهم ولا تعرف بهم بالشكل اللازم. وفي تقديمها لهذا الكتاب، ذكرت الجمعية أن أحمد شراك "يمثل نموذجا تمثيليا للفعاليات النقدية والفكرية والأدبية، التي انحازت إليها الجمعية، طيلة مسيرتها، ساهمت، في حدود إمكانياتها، في إسماع صوتها، فضلا عن ركوب موجتها الساعية لاختراق أسوار التدجين، وآليات الاحتواء السياسي والثقافي والأكاديمي، المهيمنة في دوائر المركز الثقافي بالمغرب وغير المغرب". في كتاب "أحمد شراك: الكتابة والهامش"، يتعرف القارئ على الإنسان والباحث، والمثقف، والمناضل الجمعوي، وهي أبعاد تتكامل في شخصية أحمد شراك، ومساره المنفتح على حقول متقاطعة: السياسي، والثقافي، والجمعوي، والأكاديمي، فضلا عن أنه نموذج السوسيولوجي، الذي وفق أثناء انشغالاته المعرفية والأكاديمية في اختراع موضوعه السوسيولوجي، وما كتابه "الكتاب على الجدران المدرسية"، إلا العنوان الأبرز لهذا المنحى، الذي سيدفع بزملائه في الاشتغال السوسيولوجي إلى تصنيف أبحاثه ضمن خانة سوسيولوجيا الثقافة، وسوسيولوجيا الهامش. يتوزع هذا المؤلف إلى قسمين، وخاتمة تضم سيرة مختصرة للكاتب أحمد شراك، وببليوغرافية عامة تعرف بأعماله. يضم القسم الأول كلمات وشهادات، شارك فيها محمد أمنصور، رئيس جمعية الباحثين الشباب في اللغة والآداب بمكناس، وعبد الرحيم العلام، نائب رئيس اتحاد كتاب المغرب، تحت عنوان "في الحاجة إلى أحمد شراك"، وعمر بنعياش، الذي قدم كلمة باسم الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، وعبد الرحيم العطري، الذي قدم بورتريها جميلا بعنوان "عالم الاجتماع أحمد شراك المنتصر لسوسيولوجيا الثقافة". ويضم القسم الثاني قراءات ودراسات لعبد الفتاح الزين بعنوان "اشتغالات أحمد شراك السوسيولوجية ومحاولات الفهم من الهامش"، وإدريس كثير "من التيه إلى التأسيس: الكتابة على الجدران المدرسية أو الكرافيتيا لأحمد شراك"، ومحمد حجاوي "السوسيولوجيا عند أحمد شراك الأسس الإبيستمولوجية والمفاهيمية"، ومحمد سلام شكري "الولع السوسيولوجي بصيغة المتعدد"، و"الكرافيتيا بين المؤسسة والهامش" لبنيونس عميروش، و"أسس الكتابة السوسيولوجية عند أحمد شراك: الثقافة وجواراتها نموذجا" لجمال بوطيب، و"المشروع السوسيولوجي لفاطمة المرنيسي والحق في الذاتية، قراءة في كتاب "الخطاب النسائي بالمغرب" لأحمد شراك" لمحمد أمنصور. وفي البورتريه، الذي رسمه عبد الرحيم العطري، جاء أن أحمد شراك" القادم من المغرب الشرقي، أو الشقي بتعبير الشاعر محمد بودويك، إلى كلية ظهر المهراز بفاس، لينتصر للمعرفة السوسيولوجية، اختيارا وانهجاسا يسمح ببلوغ المعنى، وبالضبط في زمن سبعيني مشبع بالصراعات والتقاطبات. سيعمل في البدء مدرسا للفلسفة بالثانوي، لكنه سيواصل البحث في قارة السوسيولوجيا، متوجا هذا البحث بمنجز مهم حول الخطاب الخربشي، ليعود بعدئذ إلى الكلية الأم، أستاذا باحثا، متعدد الانشغالات، من سوسيولوجيا الخطاب، إلى المسألة الثقافية، فالمسألة النسائية. ثم الهامش والمسكوت عنه، فضلا عن العمل الببليوغرافي، والكتابة النقدية، هذا بالطبع دون التفريط في حديقته الأدبية، التي يعانق فيها ألق الشعر والسرد، ويتحرر بواسطتها من صرامة وتقشف الكتابة السوسيولوجية، حيث البرود والحياد التامين". صدرت للكاتب أحمد شراك مجموعة من المؤلفات المتنوعة، والمتوحدة في أساسيات الاشتغال، منها: "الخطاب النسائي في المغرب: نموذج فاطمة المرنيسي"1990، و"الثقافة والسياسة" 2000، و"مسالك القراءة" 2001، و"سوسيولوجيا التراكم الثقافي" 2004، و"فسحة المثقف" 2006، و"الثقافة وجواراتها" 2008، و"الكتابة على الجدران المدرسية" 2009، و"الهدر المدرسي والمسألة الثقافية" 2010، و"معارج العبور"، السيرة الجغرافية الذاتية، التي صدرت له، أخيرا، ضمن منشورات اتحاد كتاب المغرب.