كأس العالم... 12.5 مليار درهم لتمويل الطريق السيار القاري وطريق تيط مليل-برشيد    طنجة: توقيف شاب بتهمة السياقة الاستعراضية وتعريض سلامة المواطنين للخطر    مراكش.. ضبط شاحنة صغيرة محملة ب 5000 قرص مهلوس وتوقيف السائق    هذه تشكيلة "الأسود" أمام النيجر    لجنة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي تعلن تنظيم جلسات وطنية حول قانونية "كاميرات المراقبة"    الناخب الوطني يكشف عن تشكيلة الأسود أمام النيجير    25 سنة معدل أعمار منتخب "الأسود"    المجلس العلمي الأعلى يحدد مقدار زكاة الفطر لهذه السنة    أمطار الخير تُعيد الحياة لفلاحة الشمال وسدوده!    إقبال خاص على المنتجات المحلية في شهر رمضان    من بينها "المينورسو" في الصحراء.. دعوات لإنهاء عمليات حفظ السلام "الفاشلة" لتقليل الهدر المالي    استمرار تعليق الرحلات البحرية بميناء طنجة المدينة    طنجة..تنظيم حفل إفطار جماعي لفائدة أطفال سجناء وسجناء سابقين    عدد ضحايا الهجرة إلى سبتة سباحة يرتفع إلى 9 حالات    رحيل مخرج "وادي الذئاب" "دموع الورد".. نهاية أسطورة الدراما التركية    مجموعة "أكديتال" تتصدر معاملات البورصة متقدمة على "التجاري وفا بنك" و"اتصالات المغرب"    المجلس العلمي الأعلى يحدد قيمة زكاة الفطر لعام 1446 ه في المغرب    مبارزة كروية بين الأستاذ والتلميذ..من يحسمها الزاكي أم الركراكي؟    بشرى لفلاحي جهة الشرق.. سدود حوض ملوية تستقبل حمولات مائية مهمة    تأجيل جلسة الاستماع للناصيري في ملف "إسكوبار الصحراء" ودفاعه يعلمن تفاؤله ببراءته    ارتفاع أعداد المعتمرين بنسبة 31 بالمائة    الإمارات تستثمر ب1.4 تريليون دولار بأمريكا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    إفران تتصدر مقاييس الأمطار بالمغرب    النقابات تنتظر مآل الحوار بعد إعفاء السحيمي .. والوزارة تطمئن الشغيلة    تنظيم منتدى الصحراء المغربية الدولي للصحافة والإعلام بسيدي إفني    اختيار 15 حرفة للمشاركة في النسخة الثالثة من برنامج "الكنوز الحرفية المغربية"    "غزة منا ونحن منها".. وقفات بمدن مغربية تنديدا باستئناف الإبادة الإسرائيلية    أبحاث جديدة تفسر سبب صعوبة تذكر الذكريات الأولى للأطفال    الأفضلية لكرواتيا وألمانيا والدنمارك وتعادل قاتل لإسبانيا في دوري الأمم الأوروبية    جمال السلامي يعيد الأردن إلى سكة الانتصارات    بريطانيا.. شرطة مكافحة الإرهاب بلندن تفتح تحقيقا بشأن حريق تسبب في إغلاق مطار هيثرو    عمر نجيب يكتب: القومية الاقتصادية والحماية التجارية الصارمة معالم نظام عالمي جديد..    المجلس العلمي الأعلى يرفع قيمة الزكاة في المغرب    المدارس الخاصة.. 2.5% فقط تتبنى تدريس الأمازيغية    الصيام بين الفوائد الصحية والمخاطر    محاكمة الفريق الطبي لمارادونا .. شهادات صادمة عن "الإهمال القاتل"    أسعار الذهب تستقر عند أعلى مستوى    قيس سعيّد يقيل رئيس الحكومة    لقجع وبرادة مطلوبان في البرلمان للوقوف على تحضيرات مونديال 2030    منظمة الصحة العالمية تدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة السل    صحة الصائم الجيدة رهينة بالتوازن في الأكل و النوم و شيء من الرياضة..    طوفان الأقصى: لا أمن بلا سلام    من أجل فلسفة جذرية    تعاون أمني بين المغرب وإسبانيا يوقف عنصر موالي ل"داعش" في قرطبة    استشهاد 591 فلسطينيا من بينهم 200 طفل وإصابة أكثر من 1042 خلال 72 ساعة    الحكومة تستعد لمؤازرة "الكسابة" بعد منع ذبح إناث الأغنام والماعز    فعاليات دينية مغربية في كوبنهاغن    جنوب أفريقيا.. مجموعة الدفاع عن استقلال كيب الغربية تتوجه إلى الولايات المتحدة لمناقشة تقرير المصير    أمسية شعرية وفنية تحتفي باليوم العالمي للشعر في طنجة    ميناء المضيق : ارتفاع كمية مفرغات الصيد البحري بنسبة 28 % مع متم فبراير الماضي    عمرو خالد: هذه شفاعات كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم تنجي من أهوال يوم القيامة    عرض الفيلم المغربي "مطلقات الدار البيضاء" بالبنين    التوازن بين العقل والإيمان: دعوة لفهم شامل وعمق روحي.. بقلم // محمد بوفتاس    بعد 15 سنة من العطاء…اعتزال مفاجئ للمخرج المصري محمد سامي للدراما التلفزيونية    2025 سنة التطوع: بواعث دينية ودوافع وطنية    الصيام في رمضان.. علاج للروح وفوائد جمة للجسد    أوريد: أزمة السياسة "ليست مغربية".. والشعبوية متحور عن الفاشية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقدمات في سوسيولوجيا الشباب والهامش والمنع والكتابة
الكتابة على الجدران المدرسية لأحمد شراك
نشر في الصحراء المغربية يوم 25 - 06 - 2010

رغم أهمية موضوع الكتابة على الجدران، أو الخربشة ، أو الغرافيتيا، فإن البحث العلمي فيه لم ينطلق إلا في نهاية ستينيات القرن الماضي في أميركا تحديدا، وفي ثمانينيات القرن الماضي في فرنسا..أما في العالم العربي فإن البحث في هذا المجال لم يبدأ بعد، وإن كانت هناك بعض الدراسات المتفرقة عن بلدان عربية مثل: مصر، والسودان ومصر، ولكن من طرف باحثين أجانب. كما أنه رغم الضجيج، الذي يثيره موضوع الغرافيتيا في العالم العربي فإن الكتابات حوله مازالت قليلة وغير ذات جدوى.
وانطلاقا من هذا الهاجس المعرفي، والرغبة الدفينة، التي سكنت منذ زمان الباحث السوسيولوجي المغربي أحمد شراك، للبحث في هذا الخطاب، الذي يحتل كل الفضاء المدرسي من طاولات وجدران وممرات وأقسام، ومرافق صحية، وواجهات خارجية وداخلية، ومداخل رئيسية وثانوية، قام، أخيرا، بإصدار كتاب في هذا الصدد بعنوان "الكتابة على الجدران: مقدمات في سوسيولوجيا الشباب.. والهامش.. والمنع.. والكتابة.." عن "منشورات دار التوحيدي للنشر والتوزيع ووسائط الاتصال" بالرباط.
في تقديمه للكتاب ذكر أحمد شراك " لا أخفي أنني كنت أنظر إلى الغرافيتيا من زاوية تيولوجية أخلاقية، العن ممارستها في السر والعلن معتبرا إياها كتابات ساقطة، ماجنة، وقحة، تنم عن خلل في التربية وعطب في التنشئة، لكن مع مرور الوقت، بدأت تلح علي أسئلة أخرى: ما الداعي إليها؟ لماذا تمارس بهذه الكثافة إلى حد اعتبارها ظاهرة كتابية اجتماعية وجمعية ووشما حقيقيا لجسد المدرسة؟ فبدأت أبحث عن أفق لأجوبة مغايرة بدأت أفكر في مناولتها، خاصة أنها بقيت في الظل، بعيدة عن مناطق الضوء السوسيولوجي والبحث العلمي بصفة عامة".
ينقسم كتاب "الكتابة على الجدران"، الذي يقع في 462 صفحة من الحجم المتوسط، إلى أربعة أبواب إلى جانب مقدمة وخاتمة، يحدد في الباب الأول الشخصيات المفهومية، يتناول فيها عبر ثلاثة فصول: الغرافيتيا في سياق الأنا والغير، والمؤسسة والهامش كمفهومين، ومدخل لتعريف الغرافيتيا، وفي الباب الثاني يتناول الغرافيتيا أو الكتابة باليد أو العين، من خلال أربعة فصول: الغرافيتيا ملتقى الأبصار، والغرافيتيا والثقافة، والغرافيتيا والكتابة، والغرافيتيا والمحو. ويتناول في الباب الثالث استراتيجية الخطاب والتواصل عبر أربعة فصول، يتطرق فيها للخطاب والمرسلون، والغرافيتيا والتلقي، والغرافيتيا والاتصال، وجمالية الغرافيتيا.
أما الباب الرابع فخصصه الكاتب للقراءة والتأويل، وتناول فيها الهوية والثقافة، والايدولوجيا الجنسية، والمؤسسة والهامش كموضوعتين.
وعبر هذه الأبواب يقارب الباحث السوسيولوجي أحمد شراك ظاهرة الكتابة على الجدران المدرسية أو الغرافيتيا كخطاب متعدد الوسائل والحاملات والأشكال، ويتأمل في ثلاث لحظات أساسية، تتواصل فيما بينها: لحظة نظرية ابستيمولوجية، ركز من خلالها على الجانب المفاهيمي والإشكاليات، حيث تمثل تعريف الغرافيتيا وتصنيفها وتجنيسها ورصدها تاريخيا وجغرافيا. كما أطر بحثه إشكاليا ضمن مفهومين أساسين هما مفهوم المؤسسة ومفهوم الهامش، وتحديد العلاقة الممكنة بينهما على صعيد الغرافيتيا، انطلاقا من أطروحة مركزية هي الهامش المؤسسي خلافا للهامش الهامشي. اللحظة الثانية لحظة وصفية تشخيصية ركز فيها على توظيف عناصر التواصل عند جاكبسون من أجل تحديد أهم معالم الوظيفة التواصلية لهذا الخطاب والإشكالات المرافقة لها.
أما اللحظة الثالثة فهي لحظة تحليلية وتأويلية حاول الباحث أن يرصد من خلالها ويحلل أهم التيمات والموضوعات، التي تتناولها الغرافيتيا المدرسية، من خلال إعطاء أسبقية للسؤال الميداني ومجتمع دراسة يتكون من 24 ثانوية بمدينة فاس، روعيت في اختيارها معايير متعدد كالمعيار الثقافي والتعليمي، حيث شمل التعليم العمومي والعصري، والتعليم الخاص والتعليم الأصيل، والتعليم التقني والتعليم الفرنسي "البعثة الفرنسية"، عبر مختلف مناطق وفضاءات مدينة فاس، من أجل إنتاج أو جمع متن مباشر يتكون من 502 وحدة "غرافيتيا".
ويخلص الباحث السوسيولوجي أحمد شراك في كتابه إلى كون "الغرافيتيا خطاب مكتوب يتخذ صبغة المناولة والمتابعة اليومية للإنسان ككائن رامز، يشكل فيه البعد الرمزي ملمحا أساسيا على الصعيد الأنطولوجي للإنسان "كوجود دال وفعلي" في أبعاده الثقافية والنفسية والاجتماعية. خطاب لا يمكن تجاهله أو تجاوزه بغض الطرف، أو ممارسة خطاب تيولوجي من أجل دحضه وتسفيهه وتتفيهه، إنه خطاب ينم عن نبض تلقائي وحقيقي للإنسان ككائن اجتماعي".
كتاب "الكتابة على الجدران المدرسية" يمثل الإصدار الحادي عشر في بيبلوغرافيا الكاتب والباحث أحمد شراك، بعد "الخطاب النسائي في المغرب- نموذج فاطمة المرنيسي" 1990، و"السوسيولوجيا المغربية بيبليوغرافيا" بالاشتراك مع عبدالفتاح الزين، 1996، و"الثقافة والسياسة" 2000، و"مسالك القراءة: مدخل إلى سوسيولوجيا الكتابة والنشر" 2001 ، و"سوسيلوجيا التراكم الثقافي" 2004، و"فسحة المثقف" 2006، و"الثقافة وجواراتها" 2008.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.