أفادت تقارير إخبارية، أمس الثلاثاء، أن طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) واصلت الليلة الماضية قصفها لمواقع في العاصمة الليبية، بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس جنوب إفريقا جاكوب زوما للبلاد. ليبيون يشيعون ضحايا قصف طائرات الحلف الأطلسي (أ ف ب) ووفقا لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية، سمع دوي انفجارات في أنحاء متفرقة من طرابلس. وأعلنت الحكومة الليبية إصابة موقع عسكري يبعد عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة. وأوضحت الشكبة أن انفجارين قويين هزا العاصمة الليبية في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء. وكان زوما صرح بعد زيارته لليبيا، التي استمرت عدة ساعات أن الزعيم الليبي أكد له أهمية ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار يشمل أيضا القصف، الذي يقوم به حلف الناتو وأن وقف إطلاق النار يجب أن يشمل الجميع. وقال إن القذافي على استعداد لتنفيذ ما جاء في خارطة الطريق للاتحاد الإفريقي. وعلى صعيد متصل، ظهر في العاصمة الإيطالية روما ثمانية من كبار ضباط الجيش الليبي كانوا انشقوا عن نظام القذافي في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة الايطالية، وقالوا إنهم ضمن مجموعة تضم قرابة 120 من الضباط والجنود هربوا في الأيام الأخيرة، وناشدوا بقية الضباط والجنود من زملائهم أن يحذوا حذوهم وينضموا إلى صفوف المعارضة. ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اتهم أحد الضباط المنشقين، وبينهم خمسة عمداء، القوات الموالية للقذافي بارتكاب "جرائم إبادة جماعية". وقال العميد صلاح جمعة إن عمليات الانشقاق الجارية تعني أن قوات القذافي لم يعد بإمكانها دعم النظام، لطالما تعمل الآن بحوالي 20 في المائة من قدراتها العسكرية التي شلتها القوات الدولية". وأضاف أن المدنيين على الأرض أضحوا محصورين بين نارين، وأن وضعهم الآن "مؤلم جدا، فالناس منهكون نفسيا، وهناك حالات اغتصاب عديدة في مدن عدة وخاصة في مصراته وإجدابيا". وقال مندوب ليبيا في الأممالمتحدة، عبد الرحمن شلقم، الذي انشق عن القذافي، أيضا، إن العسكريين المائة والعشرين جميعهم خارج ليبيا الآن لكنه لم يكشف النقاب عن مكان وجودهم. من جهة أخرى، دعت جنوب إفريقيا إلى وقف "فوري" لإطلاق النار يسمح للأطراف بالتحاور", غداة زيارة يقوم بها الرئيس جاكوب زوما إلى طرابلس. وقال وزير الخارجية الجنوب إفريقي, مايتي نكوانا ماشاباني, أمام البرلمان في الكاب "بموجب قرار الاتحاد الإفريقي حول ليبيا, نجدد دعوتنا إلى وقف فوري لإطلاق النار لتشجيع الأطراف المتنازعة على بدء حوار من أجل انتقال ديمقراطي". وأضاف "نحن على قناعة بأن حل المشكلة الليبية لا يمكن أن يكون عسكريا بل يجب أن يجري عبر الحوار السياسي". وكان الرئيس جاكوب زوما التقى أمس الاثنين الزعيم الليبي معمر القذافي لمناقشة "خارطة طريق" أعدها الاتحاد الإفريقي, تنص على وقف إطلاق النار ووقف عمليات القصف، التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي, وبدء مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات ديمقراطية.