استطاع سكان إقليم تاونات، منذ تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، أن يحظوا بفرص تنموية همت مجموعة من القطاعات بالإقليم مشاريع أشرفت عليها المبادرة الوطنية للتنمية (خاص) ودفعت بهم إلى الانخراط في العمل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بما يقلص من نسبة الفقر ويلغي الإقصاء الاجتماعي، من خلال دراسة ميدانية لواقع الحال بالإقليم، ومن ثمة الشروع في إنجاز مشاريع تهدف إلى تحسين وضعية السكان وإشراكهم في عدد من الأنشطة المدرة للدخل. تماشيا مع مبادئ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استطاع إقليم تاونات أن يعيش جملة من الإنجازات، بلغت 339 مشروعا بغلاف مالي إجمالي يفوق 98 مليون درهم، تمثل فيه مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية غلافا ماليا يفوق 67 مليون درهم بينما تمثل مساهمة باقي الشركاء لأزيد من 30 مليون درهم، حسب بلاغ قسم العمل الاجتماعي، مصلحة الاتصال التابعة لعمالة تاونات، توصلت "المغربية" بنسخة منه. وفي السياق ذاته، ذكر محمد السطي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع تاونات، أن المبادرة الوطنية خولت للتلاميذ إمكانية متابعة الدراسة في أجواء مواتية، من خلال بناء وتجهيز عدد من دور الطالبة والطالبة بمحاذاة المؤسسات التعليمية، التي ارتفعت من 9 مؤسسات سنة 2004 إلى 40 مؤسسة سنة 2011، بما يساهم في اختزال المسافة ومشقة الطريق على التلاميذ، إلى جانب اقتناء 17 حافلة للنقل المدرسي وتهيئة وإصلاح بعض المؤسسات التعليمية والتأهيل البيئي لعدد من المؤسسات الأخرى. وبخصوص تزويد سكان العالم القروي بالماء الصالح للشرب، بلغ عدد المشاريع المنجزة في هذا الإطار 40 مشروعا بغلاف مالي إجمالي يفوق أربعة ملايين، حسب ما جاء به البلاغ. يذكر أن عدد المستفيدين من هذه المشاريع يقدر بحوالي من 212 ألف نسمة، بعدما تمكنت المرأة القروية من الاندماج في عدد من المشاريع، وانخراط الشباب في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، ثم خروج بعض الفئات المعوزة من دوامة الهشاشة والإقصاء. تشجيع الإنتاج المحلي جرى إنجاز 104 مشاريع تهم دعم الأنشطة المدرة للدخل، رصد لها غلاف مالي إجمالي يقدر بما يفوق 16 مليون درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ مالي يتعدى11 مليون درهم، في حين بلغت مساهمة باقي الشركاء ما يفوق 5 ملايين درهم، كإحداث وتهيئة وحدتين لتجفيف التين والبرقوق بكل من جماعتي بوعادل وبوهودة، وإحداث وتهيئة وحدات لاستخلاص زيت الزيتون بكل من جماعات كيسان وكلاز وعين عائشة، وإنجاز مشروع زراعة وجمع وتقطير الأعشاب الطبية والعطرية بجماعة الوردزاغ، وتكوين وتجهيز المولدات التقليديات والمنشئين الكهربائيين والرصاصين، ودعم الإسكافيين ببلدية تاونات، ثم إحداث 7 أكشاك لفائدة بائعي مادة الحليب ومشتقاته بالملتقى الطرقي سد إدريس الأول بجماعة وادي الجمعة، وكذا التشجيع على تربية البقر الحلوب والماعز والأغنام وتربية النحل وإنتاج العسل ودعم صناعة الزرابي والنسيج بقرية ابا محمد وصناعة القفة بجماعة مولاي بوشتى. كما أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أخذت بعين الاعتبار وضع الباعة المتجولين، إذ برمجت مشروع إنجاز أكشاك لفائدة بائعي الخضر والفواكه بكل من الملتقى الطرقي سد ادريس الأول بجماعة واد الجمعة والملتقى الطرقي لكلاز بجماعة مزراوة وبلدية تاونات. الصحة ضمن الأولويات أورد البلاغ أنه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جرى تهييء فضاء الصحة للشباب ببلدية تاونات واقتناء 3 آليات لتصفية الكلي لتعزيز الجناح الخاص بمرضى القصور الكلوي بالمستشفى الإقليمي لتاونات، واقتناء 7 سيارات إسعاف، وتهيئة مستوصف حمدان بالجماعة القروية تمزكانة وتجهيز مصلحة طب العيون بالمستشفى الإقليمي لتاونات بالتجهيزات الطبية الأساسية، ثم تكوين وتجهيز 220 مولدة تقليدية بمختلف دواوير وجماعات الإقليم، واقتناء تجهيزات لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمساهمة في القافلة الطبية المنظمة في إطار الإجراءات الاستباقية للتخفيف من آثار موجة البرد لفائدة سكان بعض المناطق المعنية بهذه الظاهرة بالإقليم، وكذا تنظيم حملة طبية للكشف عن دار السكري وضمان توازنه لفائدة حوالي 20 ألف مريض ينتمون لمختلف مناطق الإقليم. أما في ما يتعلق بالقطاع السوسيو ثقافي والرياضي، بلغ مجموع المشاريع 27 مشروعا تهم بناء ملاعب رياضية وإحداث مخيمين صيفيين بكل من جماعة بني وليد والودكة، ودعم المخيم الصيفي الوطني بجماعة الوردزاغ وبناء مسبح بمنتجع جماعة بوعادل، واقتناء حافلة النقل الرياضي لفائدة جمعية الاتحاد الرياضي لتاونات، وإنشاء فضاءات للأطفال.