احتضنت قاعة عمالة إقليم تاونات، اليوم الثلاثاء، أشغال لقاء تواصلي نظم بمناسبة تخليد الذكرى السادسة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للوقوف على الإنجازات والتجارب الناجحة وكذا المعيقات والصعوبات للتداول والتنسيق والبحث عن أوجه التكامل ونقط الالتقاء وتطوير سبل التعاون. وبهذه المناسبة، قال عامل إقليم تاونات السيد محمد فتال، في كلمة افتتاحية، إن هذا اللقاء التواصلي يندرج في إطار اللقاءات المنتظمة التي دأبت الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية بتاونات على تنظيمها تخليدا لذكرى انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تماشيا مع توجهات واستراتيجية عمل التنسيقية الوطنية للمبادرة بهدف مواكبة وتفعيل هذا الورش الملكي الكبير الذي حدد جلالة الملك محمد السادس توجهاته ومنهجيته ومراحل تنفيذه. وأكد السيد فتال أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أصبحت اليوم واقعا ملموسا تستفيد من مشاريعها وعملياتها فئات واسعة من المجتمع لارتكازها على أسلوب حكامة ينبني على مرونة المساطر وترسيخ المشاركة ميدانيا في تفعيل وتتبع مشاريعها، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الجهوي وفق تركيبة ثلاثية مكونة من المنتخبين المحليين والنسيج الجمعوي وممثلي الإدارات العمومية. وشهد إقليم تاونات منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، انخراط السلطات العمومية بشراكة وتعاون مع باقي المتدخلين في مجال التنمية البشرية على اختلاف مستوياتها بحس وطني مسؤول وواع في تجسيد الأهداف المثلى لهذا الورش الملكي الاجتماعي الهام الذي يروم النهوض بالمستوى الاجتماعي وتحقيق التوازنات المنشودة بين الشرائح والمناطق، عبر إرساء أسس تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة تتمحور حول الإنسان وتتوخى إدماجه بشكل إيجابي في نسق الإنتاج وسيرورة التنمية الشاملة. وفي هذا الإطار تم إنجاز مجموعة من المشاريع التنموية الهامة التي تهدف إلى دعم الأنشطة المدرة للدخل، وتحسين وضعية الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية والتنشيط السوسيو ثقافي والرياضي وتعزيز القدرات المحلية والحكامة الجيدة، حيث بلغ مجموع المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز برسم الفترة الممتدة ما بين 2005 و2011 ما مجموعه 339 مشروعا رصد لها غلاف مالي إجمالي يفوق 98 مليون درهم، تبلغ فيه مساهمة المبادرة غلافا ماليا يتعدى 67 مليون درهم. كما عرف عدد دور الطالب والطالبة قفزة نوعية حيث انتقلت من تسعة مؤسسات سنة 2004 إلى 40 سنة 2011 تماشيا مع الهدف العام المتمثل في بناء هذا النوع من مؤسسات الرعاية الاجتماعية بجوار كل مؤسسة تعليمية إعدادية أو ثانوية، بالإضافة إلى اقتناء 37 حافلة للنقل المدرسي منها 17 ممولة من صندوق المبادرة الوطنية والباقي في إطار البرامج التنموية المختلفة. وفي مجال دعم الأنشطة المدرة للدخل، بلغ عدد المشاريع المنجزة 104 مشروعا رصد لها غلاف مالي يفوق 16 مليون درهم تمثل فيه مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما يفوق 11 مليون درهم. وتضمن برنامج هذا اللقاء التواصلي تقديم عرض حول "حصيلة إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم"، وشريط خاص بمشاريع المبادرة خلال الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للإقليم مؤخرا، وعرض حول "تدخل القطاع في برنامج المبادرة"، وتقديم شهادة لأحد الفاعلين المحليين حول مشروع إحداث وحدة لاستخلاص زيت الزيتون بجماعة عين عائشة المنجزة في إطار المبادرة. كما تم خلال هذا اللقاء تسليم ثلاثة مفاتيح حافلات للنقل المدرسي في إطار المبادرة وبرنامج التنمية المندمج لفائدة جماعات بوهودة، وعين مديونة، وفناسة باب الحيط، وكذا توزيع حقائب تضم أدوات ولوازم العمل لفائدة حوالي 30 شخص من الرصاصين، وتوزيع خمسة كراسي متحركة لفائدة بعض الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. كما تم بهذه المناسبة توزيع جوائز تقديرية لفائدة 17 تلميذ من بينهم 14 تلميذة من المتفوقين من نزلاء دور الطالب والطالبة بالإقليم، وتسليم جوائز للفرق الفائزة في دوري المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنظم بملعب القرب ببلدية تاونات.