عاشت شوارع مدينة مراكش، المؤدية إلى ملعب الحارثي، مساء أول أمس الثلاثاء، على إيقاع أحداث الشغب والفوضى، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وتكسير زجاج الحافلات والسيارات، من طرف الجماهير المراكشية شغب في مدرجات الحارثي قبل الانتقال إلى الشارع (الغريني) تعبيرا عن غضبها وعدم استساغها توديع فريق الكوكب قسم الكبار، مباشرة بعد نهاية المباراة، التي جمعت الكوكب المراكشي بالمغرب الفاسي، ضمن الجولة الأخيرة من البطولة الوطنية للقسم الأول، التي انتهت بفوز الزوار بهدف مقابل لاشيء، في الدقائق الأخيرة. وانطلقت أعمال الشغب، التي أحدثت هلعا في نفوس المواطنين، من ملعب الحارثي، وتواصلت بعدد من الشوارع المحيطة بالملعب، خصوصا شارع محمد الخامس، المؤدي إلى ساحة جامع الفنا، لتتكبد المدينة خسائر مادية جسيمة في ممتلكات الغير، خاصة السيارات والحافلات، إلى جانب محلات تجارية ومؤسسات عمومية قريبة من الملعب المذكور، التي جرى تدمير واجهاتها الزجاجية، قبل أن تتدخل القوات العمومية وعناصر الأمن، التي تمكنت من احتواء الوضع، واعتقلت عددا من المشاغبين، في الوقت الذي نجح مجموعة من مثيري الشغب في الفرار إلى ساحة جامع الفنا، التي شهدت احتياطات استثنائية كبيرة اتخذتها مختلف المصالح الأمنية بولاية أمن مراكش، للحد من الفوضى، ومنع زعزعة الاستقرار بالساحة العالمية. ولم يتمالك أنصار الكوكب المراكشي الذين حجوا بكثرة إلى ملعب الحارثي لمساندة الفريق المراكشي أعصابهم، وأصيبوا بحالات هستيرية وهم يشاهدون فريقهم ينهزم في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، فصبوا جام غضبهم على اللاعبين والمسؤولين بالمكتب المسير للفريق، الذين ساهموا في إيصال الكوكب إلى الوضعية الراهنة. وعاينت "المغربية" زجاج السيارات والحافلات متناثرا على طول شارع محمد الخامس، المؤدي إلى ساحة جامع الفنا، في حين وقف أصحاب مجموعة من السيارات المتضررة على طول الشارع المذكور، في انتظار وصول عناصر الشرطة لتحرير شكاياتهم في الموضوع. وكانت مصالح الأمن عاشت حالة استنفار قصوى، إذ جرى تجنيد حوالي 2000 شرطي لتأمين سلامة المشجعين والحفاظ على الأمن، تجنبا لأحداث شغب في المدينة الحمراء، لكن المشاغبين كان لهم رأي آخر، بعد تمكنهم من إثارة الشغب والفوضى داخل الملعب وفي الشوارع المحيطة به. وقال مصدر أمني إن رجال الأمن اعتقلوا عشرات الأشخاص، بعد أن تكبدت المدينة خسائر مادية جسيمة في ممتلكات الغير، خاصة السيارات والحافلات والمؤسسات العمومية، ليجري اقتيادهم إلى مخفر الشرطة، قصد إخضاعهم لتدابير الحراسة النظرية، في انتظار تقديمهم لوكيل الملك.