افتتحت، مساء يوم الأربعاء 11 ماي الجاري، فعاليات الدورة الرابعة والستين من مهرجان كان السينمائي الدولي دي نيرو مع جميلات لجنة التحكيم المهرجان – خاص والذي ينتظره كل سنة عشاق السينما في العالم ومحبو النجوم، الذين يتوافدون في أوقات مبكرة، لمشاهدة فنانيهم المفضلين يمرون على السجاد الأحمر الشهير، بتكريم المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي، وتقديم أول "سعفة شرف" له، وإعطائه شرف الإعلان عن انطلاق المهرجان، الذي لم يفوت فيه فرصة التعبير عن اعتزازه بالجائزة وإهدائها للإيطاليين، إذ قال"أهدي هذه الجائزة إلى جميع الإيطاليين، الذين ما زالوا يملكون القوة والطاقة للنضال والانتقاد والسخط". فيلم افتتاح المهرجان، الذي سيتواصل إلى غاية 22 ماي الجاري، كان هو الفيلم الرومانسي الكوميدي الأميركي "منتصف الليل بباريس"، للمخرج وودي آلان، الذي لا يدخل في المسابقة الرسمية، وهو فيلم شارك فيه الممثل أوين ويلسون، والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، إلى جانب السيدة الأولى في فرنسا، كارلا بروني، زوجة الرئيس نيكولا ساركوزي، التي لم تحضر حفل الافتتاح لأسباب شخصية، كما سبق وأعلنت. وعلى النقيض من الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائي، التي أكدت على عالمية السينما، باختيار أفلام من تشاد وأوكرانيا، تتميز دورته الحالية 64 بالحضور الكبير للأفلام الغربية، والأفلام التي استخدمت الوسائط الإعلامية الجديدة، التي يسعى المهرجان لتكريمها، إذ ستعرض أعمال لمخرجين مرموقين منهم الإسباني بيدرو ألمودوفار، والفنلندي أكي كوريسماكي، والإيطالي ناني موريتي، والدانماركي لارس فون تريير، والأخوان البلجيكيان جان بيير ولوك باردين، والتركي نوري بلجي، وأخرى لمخرجين غير معروفين تقدم الجديد على مستوى المعالجة السينمائية، إذ تضم قائمة المتنافسين مخرجين يشاركان للمرة الأولى هما النمساوي ماركوس شلينزر، والأسترالية جوليا لي، وهو ما عبر عنه تييري فريمو، رئيس المهرجان ب"الصدام بين المواهب المعروفة والاكتشافات الشابة"، معلنا أنها هي روح مهرجان كان السينمائي. كما تتميز الدورة، أيضا، بالحضور العربي في مسابقة "نظرة ما"، وتكريم مجموعة من الوجوه السينمائية العالمية من بينها المخرجان الإيرانيان المسجونان جعفر بانهاي، ومحمد راسولوف، اللذان منعتهما السلطات من إخراج أي أفلام، أو السفر إلى الخارج لمدة 20 عاما، إذ سيعرض المهرجان لهما فيلم "إلى اللقاء" للمخرج راسولوف، الذي يحكي قصة محام شاب في طهران يحاول الحصول على تأشيرة لمغادرة إيران، وفيلم "هذا ليس فيلما" لبانهاي، الذي يسرد فيه أحداث يوم في حياته وهو ينتظر حكما من محكمة استئناف. ويبلغ عدد الأفلام المتبارية ضمن المسابقتين الرسمية، و"نظرة ما"، 38 فيلما طويلا، إضافة إلى 21 فيلما ضمن مسابقة "نصف شهر المخرجين"، و7 أفلام في "أسبوع النقد"، هذا إضافة إلى أفلام العرض الخاص، والأفلام القصيرة، وأفلام مؤسسة السينما، التي تتبارى ضمنها أفلام المعاهد السينمائية عبر العالم، وأفلام سوق المهرجان، التي تعد بالمئات. ويتنافس على السعفة الذهبية، أكبر جوائز مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته 64، 19 فيلما منها "الجلد" للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، و"حاشية" للمخرج الإسرائيلي جوزيف سيدار، و"ذات مرة في الأناضول" للمخرج التركي نوري بيلج سيلان، و"الطفل في فيلو" للأخوين البلجيكيين باردين، و"لوهافر" للمخرج الفنلندي علي أكي كاوريزماكي، و"الجمال النائم" للمخرجة الأسترالية جوليا لي، و"شجرة الحياة" للمخرج الأميركي تيرانس ماليك، و"أصل النساء" للمخرج الروماني رادو ميهائيليانو، و"سوداوية" للمخرج الدانماركي لارس فون تريير ويشارك في المسابقة الرسمية من البلد المضيف فرنسا فيلم "ذكريات الماخور" للمخرج برتراند بويلو، وفيلم "أبي" للمخرج آلان كافالييه، و"بولندي" للمخرجة مايوين لو بيسكو. يحضر العالم العربي هذا العام في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" بفيلم "هلق لوين" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، كما تحضر السينما التونسية والمصرية، التي يحتفي بها المهرجان بمناسبة الحراك الشعبي فيهما، الذي أدى إلى إطاحة نظام الحكم فيهما، ويحضر المغرب في مسابقة "نصف شهر المخرجين" بفيلم "فوق اللوح" للمخرجة ليلى كيلاني، والفيلم القصير "دراري" للمخرج المغربي كمال الأزرق ضمن مسابقة"سيني فونداسيون" الخاصة بمعاهد السينما. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته 64، التي يترأسها الممثل والمخرج والمنتج الأميركي روبير دي نيرو، من ثمانية أعضاء هم: المخرج التشادي محمد صالح هارون، والممثلة والمنتجة الأرجنتينية مارتينا جوسمان، والممثل الإنجليزي جود لو، والمخرج الفرنسي أوليفيي أسايس، والمنتجة الصينية نانسون شي، والكاتبة السويدية لين أولمان، والمخرج الأسيوي جوني تو، والممثلة الإنجليزية أوما ثورمان.