ذكر مصدر مطلع أن عناصر الشرطة التقنية والعلمية انتهت من تحليل جزء مهم من ملابسات الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى أركانة بمراكش، يوم 28 أبريل الماضي. وتوصلت عناصر الشرطة العلمية، بتنسيق مع مركز الدرك الملكي للأبحاث التقنية والعلمية، إلى تحديد طبيعة كل المتفجرات المستعملة في العملية الإرهابية، التي تبين، بعد فحصها بواسطة محاليل كيماوية، أنها يدوية الصنع وتقليدية. وحسب المصدر نفسه، فإن بقايا المتفجرات مزيج من نترات الأمونيوم ومتفجرTATP، إضافة إلى مسامير وقطع معدنية مختلفة. ورفع خبراء الشرطة العلمية والتقنية تقريرا عن شظايا هاتف محمول، تبين، بعد فحوصات تقنية أجريت عليه، أنه كان مشحونا ببطاريتين من قياس 1.5 فولت، مربوطا بخيوط كهربائية تصله بمتفجرات وضعت وسط طنجرة ضغط (كوكوت)، أحكم إغلاقها. وحددت عناصر الشرطة العلمية، بفضل التقنيات المتطورة، التي تتوفر عليها، المواد الحارقة المستعملة في الانفجار، وكذا المواد الكيماوية، وتعرفت بمختبر الدارالبيضاء، على التقنية، التي استعملها المشتبه به الرئيسي عادل العثماني في الاعتداء الإرهابي، إذ تبين أنه عول على تقنية الرنة الواحدة، التي تستعمل غالبا في تفجير السيارات المفخخة، يضيف مصدر من الشرطة العلمية والتقنية. ولم تتوصل عناصر الشرطة العلمية إلى شريحة البطاقة الهاتفية، التي استعملت في التفجير، والتي من المرجح أن تكون مجهولة. وأكدت مصادر "المغربية" أن مقر الشرطة العلمية بولاية الدار البيضاء تحول إلى "مقهى" كبير، بعد أن ملئ بمجموعة من الأطباق والأكواب وقارورات المشروبات، التي استقدمتها الشرطة العلمية من مقهى أركانة بمراكش، حيث جرى التفجير الإرهابي يوم 28 أبريل الماضي. وأضافت المصادر ذاتها أن مصالح الشرطة العلمية والتقنية نقلت، أيضا، من مدينة آسفي، بعض بقايا وشظايا عملية تجريب تفجير مقهى أركانة بالقرب من غابة سيدي دانييل، إلى مختبر الشرطة العلمية، من أجل أخذ البصمات والوصول إلى مشتبه بهم آخرين محتملين في تفجير مراكش. واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن الفرقة الأمنية المذكورة عثرت على بعض الآليات المستعملة في التفجير، مثل المسامير، وآلة الضغط، والقيثارة، والشعر الاصطناعي (بيروك). وقالت المصادر إن الشرطة العلمية والتقنية تشتغل ليل نهار، من أجل تحليل البصمات في مختبر التحليلات العلمية، لإعطاء النتائج في ظرف وجيز، ولتسهيل تحريات وتحقيقات الشرطة القضائية. يشار إلى أن مصالح الأمن والدرك، حسب ما عاينته "المغربية"، تجري أبحاثا في الموضوع في أحياء عدة بمدينة آسفي، من أجل الوصول إلى مشتبه بهم آخرين، كما وضعت حواجز أمنية على مداخل المدينة ومخارجها، وشددت عمليات التفتيش، تحسبا لأي طارئ.