أكد الوزير الأول التونسي, الباجي قائد السبسي, أن الحكومة التونسية لن تسمح بنشر قوات عسكرية أجنبية على الحدود البرية التونسية مع ليبيا, لشن هجمات على القوات الموالية لنظام العقيد القذافي. أحداث الشغب والعنف متواصلة في الشارع التونسي(أ ف ب) وقال قائد السبسي, في حديث بثه التلفزيون التونسي, "من منطلق السيادة الوطنية, لن أسمح, كرئيس للحكومة التونسية, بتمركز قوات أجنبية في التراب التونسي تحت أي مسمى", مضيفا أن هذا "أمر غير مطروح أبدا ومن يفكر في ذلك فهو غير مسؤول". وأوضح بخصوص زيارة وزير الدفاع التونسي, عبد الكريم الزبيدي، رفقة رئيس أركان الجيوش , الجنرال رشيد عمار, إلى قطر في الرابع والعشرين من الشهر الماضي, أنها كانت بهدف بحث التعاون الثنائي مع هذا البلد . وتأتي توضيحات قائد السبسي حول هذه الزيارة, عقب ما تردد من أخبار زعمت أنها كانت لبحث إمكانية نشر قوات أجنبية على الحدود التونسية مع ليبيا. كما أشار إلى أن بلاده لا تفكر في الرد على القذائف الليبية، التي تتساقط داخل الأراضي التونسية جراء المعارك بين القوات الموالية للقذافي والمعارضة المسلحة على الحدود الجنوبية مع ليبيا. من جهة أخرى, نفى قائد السبسي, نفيا قاطعا ما جاء في تصريحات أدلى بها أخيرا وزير الداخلية السابق, فرحات الراجحي, التي زعم فيها أن الجيش التونسي يحضر لانقلاب عسكري في حالة وصول حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية إلى الحكم, كما نفى ما قاله الراجحي أيضا, حول وجود حكومة ظل تملي على الحكومة الحالية قراراتها من وراء الكوليس, ووصف كلام الوزير السابق بأنه كلام "خطير وغير مسؤول ولا أساس له من الصحة". يذكر أن تصريحات الراجحي، التي سارعت الحكومة إلى تكذيبها, خلفت ردود فعل قوية, ليس فقط وسط الطبقة السياسية, بل أيضا في الشارع التونسي, حيث شهدت تونس العاصمة ومدن أخرى مظاهرات غاضبة مناهضة للحكومة, وتسببت في أحداث شغب ونهب وتخريب طالت العديد من مراكز الأمن والمحلات التجارية, الأمر، الذي دفع بالسلطات العسكرية إلى فرض منع التجول ليلا في العاصمة والضواحي. من جهة أخرى, قال الوزير الأول إن حكومته ما زالت متشبثة بتاريخ 24 يوليوز المقبل لإجراء انتخابات عامة لانتخاب مجلس تأسيسي يتولى صياغة دستور جديد في البلاد, وإن كان لم يستبعد إمكانية تأجيل هذه الانتخابات لأسباب فنية, حسب قوله. وكانت وزارة الداخلية التونسية ذكرت أن مصالح الأمن أوقفت 70 شخصا ضبطوا متلبسين في أحداث الشغب والعنف والنهب والحرق, التي شهدتها بعض الأحياء السكنية المجاورة للعاصمة التونسية, ليلة أمس, خلال فترة منع التجول (من التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا) . وأفادت الوزارة, في بيان لها, أن عددا من الفضاءات التجارية بهذه الأحياء تعرضت لأعمال نهب وتخريب, فيما لحقت أضرار جسيمة بخمسة مراكز للأمن والحرس الوطني (الدرك) . وفي سياق متصل, أفادت وكالة الأنباء التونسية بأن عددا من مراكز الأمن في بعض مدن الجنوب, من بينها سيدي بوزيد والمكناسي , تعرضت ليلة أمس للحرق والتخريب. وكانت عدة مناطق ومدن تونسية, في مقدمتها العاصمة, شهدت خلال اليومين الماضيين مظاهرات تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن, على خلفية تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي, تتهم الحكومة، التي يقودها الباجي قائد السبسي, بالانقلاب على أهداف الثورة.