أكد الوزير الأول التونسي, الباجي قائد السبسي, أن حكومته تولي الأولوية المطلقة لاستتباب الأمن والاستقرار في البلاد, من أجل توفير الظروف الملائمة لعودة النشاط الاقتصادي والاستثمار والسياحة. إنزال الجيش إلى الشارع لاستتباب الأمن (أ ف ب) ودعا قائد السبسي, في حديث تلفزي بثته القنوات التلفزيونية التونسية, إلى التزام "الجدية" في المرحلة الراهنة, معتبرا أنه "لا يمكن أن تتواصل الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات إلى ما لا نهاية", مؤكدا أن الحكومة المؤقتة ستتخذ موقفا حازما في هذا الشأن. ونفى الوزير الأول أن يكون هناك خلاف بين الجهازين الأمني والعسكري في تونس، مشيرا إلى أن اللجوء إلى عناصر من الجيش الوطني يجري كلما دعت الحاجة إلى ذلك, معتبرا أن الانفلات الأمني، الذي شهدته تونس مباشرة مع انطلاق الثورة كان "أمرا طبيعيا", نظرا لكون الشعب كان يعيش لسنين طويلة"حالة من الكبت", وأن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية يجب أن تعود إلى طبيعتها. وقال قائد السبسي إن احترام هيبة الدولة لا يعني بالضرورة ممارسة "الاضطهاد والعنف والانفراد بالحكم مثلما كان الأمر في عهد النظام السابق", غير أنه شدد على ضرورة أن يحترم المواطن الدولة والقانون. وأكد الوزير الأول التونسي أن الانتخابات الخاصة بالمجلس الوطني التأسيسي، الذي سيتولى صياغة دستور جديد ستجري في موعدها, في 24 يوليوز المقبل، مشيرا إلى أن قانون الانتخابات يجري تحضيره وسيجري الإعلان عنه قريبا. وبخصوص حل (التجمع الدستوري الديمقراطي), الحزب الحاكم سابقا, أوضح الباجي قائد السبسي أن القضاء قال كلمته في هذه القضية، وأن الموضوع "قد حسم" بحل هذا الحزب. وعن موقف تونس من الأحداث في ليبيا, قال الباجي قائد السبسي إن هذا الموقف يأخذ في الاعتبار مصالح تونس والاحتكام للشرعية الدولية, مشيرا إلى أن مجلس الأمن اتخذ قرارا ملزما لكل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بما فيها تونس. وكانت مصادر متطابقة لدى عدد من الجهات المسؤولة عن استقبال اللاجئين العائدين من ليبيا, بمنطقة رأس الجدير, على الحدود التونسية الليبية (520 كلم جنوب العاصمة), ذكرت أن وتيرة تدفق اللاجئين من ليبيا, ومن مختلف الجنسيات بدأت تتصاعد, بعد أن ظلت مستقرة طيلة الأسبوع الماضي. وقالت هذه المصادر إن عدد الذين عبروا البوابة الحدودية، الثلاثاء المنصرم، بلغ 4138 لاجئا, مقابل 2955 فقط الاثنين الماضي. وبالإضافة إلى نحو640 مغربيا جرى تأمين عودة أغلبهم في اليوم نفسه إلى المغرب عبر مطار جربة, ينتمي باقي اللاجئين، الذين عبروا الحدود إلى دول إفريقية, بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الليبيين، الذين بدأوا يغادرون بلادهم.