استقبل جلالة الملك محمد السادس أول أمس الأربعاء بالقصر الملكي بالرباط السيد الباجي قائد السبسي الوزير الأول في الحكومة التونسية، بحضور الوزير الأول السيد عباس الفاسي. وقد أعرب جلالة الملك بهذه المناسبة عن تقديره وإشادته بإجماع مختلف المكونات والقوى الحية التونسية على نهج الحوار والوئام لبلوغ ما يتطلع إليه الشعب التونسي الشقيق من طمأنينة واستقرار وتقدم وازدهار ومواصلة تونس النهوض بدورها الإيجابي والفعال في محيطها المغاربي والإقليمي ، مؤكدا جلالته استعداد المغرب القوي لدعم هذا المجهود الوطني لتحقيق الانتقال المنشود. وبخصوص اتحاد المغرب العربي أكد جلالته على ضرورة توطيد دعائم الاتحاد باعتباره خيارا استراتيجيا اندماجيا وتكامليا لا بديل عنه وآلية للتعاون والتضامن بين دوله الخمس وذلك وفق روح ومنطوق معاهدة مراكش التأسيسية ومن خلال رؤية مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار التطلعات الحقيقية لشعوب المنطقة في التنمية المشتركة والبناء الديمقراطي . وفي هذا الصدد أكد الوزير الأول التونسي أن قضية الصحراء تشكل عرقلة في العمل الاندماجي المغاربي وتستوجب حلا سياسيا نهائيا وفقا للشرعية الدولية. وأشاد الوزير الأول التونسي من جهة أخرى بمضامين الخطاب الملكي السامي لجلالة الملك محمد السادس يوم 9 مارس2011 وبالرؤية المتجددة لجلالته التي تندرج في سياق المبادرات الإصلاحية الهادفة لبلورة مشروع مجتمعي مغربي متطور وحداثي. وبشأن ما تشهده بعض البلدان العربية من أحداث وخاصة ليبيا، ثمن الوزير الأول التونسي المواقف الحكيمة لجلالة الملك مشاطرا جلالته انشغاله الكبير بما يشهده هذا البلد الشقيق من تصاعد لأحداث العنف والاقتتال وتداعياتها على الاستقرار والأمن في المنطقة. وكانالوزير الأول السيد عباس الفاسي قد أكدالإرادة القوية لكل من المغرب وتونس من أجل تدعيم وتقوية علاقاتهما في مختلف المجالات والعمل بكل قوة على رفع كل العراقيل التي تعوق بناء اتحاد المغرب العربي. وأضاف السيد عباس الفاسي، في تصريح للصحافة في ختام الزيارة التي قام بها الوزير الأول التونسي السيد الباجي قائد السبسي للمغرب،إن جلالة الملك محمد السادس أكد للمسؤول التونسي الاستعداد التام للمغرب من أجل تدعيم العلاقات الثنائية،وهنأ الشعب التونسي بالإصلاحات المرتقبة خصوصا السياسية منها. وشدد السيد عباس الفاسي على أن بدء السيد قائد السبسي أولى زياراته للخارج من منطقة المغرب العربي دليل على الاهتمام الخاص الذي توليه السلطات التونسيةالجديدة لتدعيم العلاقات مع المملكة المغربية،ورسالة للشعب التونسي بأن السلطات الجديدة هي أيضا متشبثة ببناء المغرب العربي. وأكد أن الجانبين المغربي والتونسي قررا مواصلة تعاونهما في مختلف المجالات والعمل على التطوير الشامل للعلاقات بين البلدين. وأعرب الوزير الأول عن متمنياته بالتوفيق للسيد الباجي قائد السبسي في مهامه الجديدة وقال «لقد ناضل من أجل استقلال بلاده ثم تحمل مسؤوليات عديدة ومهمة بعد الاستقلال، واليوم تم اختياره ليقود الحكومة المؤقتة التي ستهيئ للإصلاحات الدستورية والتدابير المعلن عنها ومنها الانتخابات التشريعية».