إستبقت قوى قومية وناصرية تونسية الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى تونس، بالتحذير من مغبة السماح لأمريكا وغيرها من القوى الأجنبية باستخدام المجالات الجوية والبحرية والبرية التونسية لتوجيه ضربة محتملة إلى ليبيا. وقال بشير الصيد رئيس الحركة الناصرية التقدمية في تونس الإثنين ليونايتد برس انترناشونال، إن طلب أمريكا من تونس السماح لها بإستخدام أراضيها لتوجيه ضربة ما لليبيا، "هو أمر محتمل، وقد يتم التفاوض بشأنه بمناسبة زيارة كلينتون المنتظرة لتونس". وتبدأ كلينتون الثلاثاء زيارة رسمية إلى مصر، ثم تونس. وحذر الصيد الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة الباجي قائد السبسي من السماح للقوى الأجنبية بإستخدام أجواء تونس لفرض حظر جوي على ليبيا،وطالبها بموقف واضح برفض السماح لأي قوى أجنبية بإستخدام المجالات الجوية والبحرية والبرية التونسية ضد ليبيا. وشدد الصيد في هذا السياق على رفضه القاطع لأي تدخل أجنبي في ليبيا سواء أكان عسكريا أو سياسيا،كما أكد رفضه السماح لأمريكا أو لغيرها من القوى الأجنبية بأن تعمد إلى فرض حظر جوي على ليبيا. وكان حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي أعلن قبل يومين عن رفضه القاطع لإستغلال تراب ومياه وأجواء تونس لشن أي هجوم محتمل على ليبيا. ودعا في بيان حمل توقيع أمينه العام أحمد الإينوبلي، تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، الشعب التونسي إلى التصدي لأي تعاون محتمل مع القوى الغربية الاستعمارية للعدوان على سيادة ليبيا أرضا وشعبا. وكانت كلينتون أعلنت قبل ثلاثة أيام أمام الكونغرس أنها ستزور القاهرةوتونس للتحدث مباشرة مع الشعبين المصري والتونسي، وقالت "لدينا مصلحة كبيرة في ضمان أن تكون مصر وتونس نموذجين للديمقراطية التي نود أن نراها تتحقق". ورغم هذا التوضيح، فإن مراقبين رجحوا أن تكون جولة كلينتون التي بدأتها اليوم الإثنين بزيارة العاصمة الفرنسية باريس، مرتبطة بالأساس بتطور الأوضاع الميدانية في ليبيا التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الموالية للعقيد القذافي، والثوار. وستلتقي كلينتون في باريس محمود جبريل المكلف بالشؤون الدولية من قبل المجلس الوطني الإنتقالي الليبي، وذلك قبل إجتماعها مع نظرائها الفرنسي والروسي والبريطاني والكندي والألماني والإيطالي والياباني لبحث الأوضاع في ليبيا، وسط إنقسامات بشأن تدخل عسكري أجنبي محتمل. كما يُنتظر أن تلقي الوزيرة الأمريكية في القاهرة مع عدد من رموز المعارضة الليبية لبحث تطورات الأوضاع على الأرض، وللإطلاع على رؤية المعارضة لما يمكن أن تقدمه أمريكا من دعم لها. ويشار إلى أن زيارة كلينتون لمصر وتونس، تأتي غداة استعادة القوات الموالية للقذافي بعض المناطق الساحلية في شرق ليبيا التي كانت تحت سيطرة المعارضة