أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أول أمس الثلاثاء، أن فرنسا تقف إلى جانب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل إنجاح الإصلاحات التي أعلن عنها جلالته، ترسيخا للديمقراطية والحرية، والتي تمثل "الرد الأمثل على المتاجرين بالكراهية". وأدان الرئيس الفرنسي، خلال حفل تأبيني أقيم لضحايا الاعتداء الإرهابي بمراكش، الذي خلف مقتل 16 شخصا، منهم ثمانية فرنسيين، الاعتداء "الجبان والمشين"، مشددا على أن الإرهاب "لم يفلح يوما في الدفع بأي قضية". وأبرز أن "ما يقود اليوم، الشعوب العربية على درب الحرية ليس الإرهاب، ولكن التوق العارم والسلمي للعدالة والديمقراطية". وبعد أن جدد دعم فرنسا "للشعوب العربية التي قررت مصيرها بنفسها"، شدد الرئيس الفرنسي "أود أن يعلم الجميع أن فرنسا تقف إلى جانب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تجاوب مع هذه التطلعات إلى الحرية، لأن هذا هو الرد الأمثل على المتاجرين بالكراهية". وقال ساركوزي، إن "المغرب وفرنسا في حداد"، مؤكدا أن فرنسا "لن تنسى المعاناة والظلم والجريمة"، وأنها "لن تدع هذا العمل الإجرامي يمر دون عقاب". وأكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن فرنسا على ثقة بأن السلطات المغربية ستذهب في التحقيق إلى أقصى حد، ومحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا اعتداء مراكش "الجبان"، الذي خلف 16 قتيلا، من بينهم ثمانية فرنسيين. وقال ساركوزي، "لدي بالطبع كامل الثقة في أن السلطات المغربية ستمضي في التحقيق إلى نهايته، وتحديد ومحاكمة المجرمين الذين يقفون وراء هذه المجزرة". وبعد أن أشار إلى أن هذا الاعتداء "الجبان يروم النيل من المغرب وربما فرنسا، أبرز أن بلاده فقدت، خلال هذا الحادث ثمانية مواطنين، من أصل 16 لقوا مصرعهم، كما أصيب تسعة آخرون من ضمن الجرحى 21". وبعد أن أكد أن "الحرب على الإرهاب ليست مسؤولية دولة واحدة"، شدد ساركوزي على أن فرنسا "لن تتوانى أبدا في المطالبة بتحقيق العدالة"، مذكرا بأن "محققين وقضاة فرنسيين يعملون بشكل وثيق مع العدالة المغربية"، و"سيحرصون على احترام الحق في إنصاف الضحايا الفرنسيين". وقال ساركوزي إن "المغرب وفرنسا اليوم في حداد. إنها لحظة صمت وترحم ومشاطرة الحزن". وبعد ترحمه على أرواح الضحايا الفرنسيين الثمانية، الذين جرى إجلاؤهم من مراكش، ومن ضمنهم الطفلة كامي دويلي (10 سنوات)، أكد أنه مقتنع بأنه سيجري القبض "يوما ما على مجرمي ساحة جامع الفنا" كما كان الشأن بالنسبة لمنفذي هجمات 11 شتنبر. وشدد ساركوزي على أن "الإرهابيين يدركون من الآن فصاعدا أنهم لن يجدوا الملاذ في أي مكان، أبدا"، وسيجري البحث عنهم ومتابعتهم، وتعقب آثارهم، ومطاردتهم. وسيدفعون الثمن غاليا عن جرائمهم. يجب أن يدرك كل واحد منهم هذا الأمر، الديمقراطية لن تترك أي عمل إرهابي دون عقاب". كما أعرب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الرعاية الإنسانية الصادقة والعميقة، التي خص بها جلالته الضحايا الفرنسيين، الذين سقطوا في الاعتداء، الذي وقع يوم 28 أبريل الماضي، بمدينة مراكش. وأشاد ساركوزي بالالتفاتة النبيلة لجلالة الملك، الذي "تكفل بكافة الضحايا وأسرهم"، وبالتعليمات السامية التي أصدرها جلالته، والتي تعكس مشاعر إنسانية عميقة، وحرصا على التخفيف عن أسر الضحايا. وعبر الرئيس الفرنسي عن هذه الإشادة، في كلمته، خلال الحفل التأبيني، الذي أقيم بمطار أورلي بباريس، ترحما على أرواح الفرنسيين الثمانية، الذين كانوا من بين ضحايا اعتداء مراكش لدى وصول جثامينهم إلى فرنسا. وأكد الرئيس الفرنسي قائلا "أعرب عن امتناني لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الرعاية الموصولة والصادقة التي عبر عنها جلالته، في هذه الظروف المأساوية بالنسبة للمغرب، تجاه الأسر الفرنسية المكلومة جراء هذه المأساة الفظيعة". وفي إشارة إلى الزيارة التي قام بها جلالة الملك لمستشفيين بمراكش، لتفقد أحوال الجرحى ضحايا الاعتداء، أكد الرئيس الفرنسي أنه بمجرد ما علم جلالة الملك بهذا الاعتداء المأساوي، أصدر جلالته تعليماته بالتكفل بكافة الضحايا وأسرهم، والتي تعكس مشاعر إنسانية عميقة، وحرصا على التخفيف عن أسر الضحايا وأقربائهم. وقال ساركوزي إن "هذه الرعاية وهذه الالتفاتة تعكسان عمق الأخوة والصداقة اللتين تميزان العلاقات الفرنسية المغربية على الدوام، خاصة خلال الفترات العصيبة". وأشاد، خلال هذا الحفل التأبيني، الذي شارك فيه سفير المغرب بفرنسا، المصطفى ساهل، "بشكل خاص" بمصالح الإنقاذ المغربية التي هرعت إلى عين المكان، بعد وقوع الاعتداء، وكذا بالطاقم الطبي العامل بمؤسستين استشفائيتين بمراكش، الذي حرص على العناية بالجرحى، وتقديم العلاجات الضرورية لهم وتوفير دعم مستمر لأسرهم.