قال جيرد مولر، مساعد الوزير الألماني للتغذية والفلاحة وحماية المستهلكين، إن أوروبا تشيد وتتابع باهتمام بالغ توجهات المسار السياسي بالمغرب المتميز بالاستقرار، خاصة في الظرف الراهن، موضحا أن المخطط الأخضر يؤكد الاهتمام بالجميع بعيدا عن الفئوية. وأضاف مولر، بمناسبة التوقيع على إعلان النوايا بين ألمانيا والمغرب، يوم الخميس المنصرم، بمكناس، من أجل إنجاز مركز امتياز للتكوين في مجال تربية الأبقار الحلوب بالمغرب، أن الاهتمام بتعزيز البنيات الفلاحية، يجب أن يهم، بالإضافة إلى الضيعات الكبرى، الاستغلاليات الصغيرة التي تطور عددها، مبرزا أن هذا المعطى يعتبر مجسدا في المخطط الأخضر، الذي يتمكن تدريجيا من تحقيق مراميه بشكل عام، وهو ما اعتبره حافزا على تطوير التعاون المشترك المغربي الألماني. وجرى أمس الخميس التوقيع على إعلان النوايا بين جيرد مولر، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وهو الإعلان الذي جرى الاتفاق بشأنه بتاريخ 29 أبريل من السنة المنصرمة، من أجل إحداث مزرعة نموذجية مغربية ألمانية في مجال الفلاحة وتربية المواشي. من جانبه، أفاد دييتر كليم، سفير ألمانيا بالمغرب، أن حضور دولته بهذا المعرض للمرة الرابعة يعد تأكيدا للاهتمام الذي توليه ألمانيا للقطاع الفلاحي المغربي والتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن ألمانيا كانت ضيفة شرف الدورة السابقة ل "سيام". كما نوه بالاتفاق المبرم في مجال السلامة الغذائية، والتعاون المتميز على مستوى التعاونيات الفلاحية، الذي مكن الفاعلين المغاربة في هذا القطاع من الاطلاع على التجربة الألمانية. وأكد أنه جرى إنشاء ضيعات نموذجية مماثلة بدعم من ألمانيا، بأوكرانيا، والصين وروسيا، مبرزا أن المملكة تعد البلد الرابع الذي يستفيد من هذا المشروع، بفضل الروابط الوثيقة التي تجمع الجمهورية الفيدرالية الألمانية بالمملكة. وترمي هذا الخطوة إلى عصرنة القطاع الفلاحي المغربي، من خلال انخراطها ضمن الإجراءات المعتمدة في سياق المخطط الأخضر، كما يعتبر الاتفاق مشروعا كبيرا من شأنه المساهمة في تعزيز العلاقات المغربية الألمانية على الصعيدين الفلاحي والغذائي، علما أن تطوير إنتاج الحليب، المندرج كأحد العناصر التقنية لتطوير للفلاحة المغربية، يعد من الأهداف الأساسية لمخطط المغرب الأخضر. وأوضح كليم في هذا الصدد، أن الرفع من إنتاجية الحليب ودعم إنتاجية المزروعات يتطلب تكوينا يتلاءم مع الأساليب الإنتاجية الحديثة وتوظيف المعدات والآليات العصرية المستخدمة في هذا الإطار. ويهدف هذا التعاون إلى إطلاع المهنيين المغاربة على التكنولوجيات الألمانية، وكيفية استعمال تشكيلة واسعة من التجهيزات التقنية الفلاحية الألمانية، خاصة أن المغرب لا يتجاوز فيه متوسط الإنتاج السنوي من الحليب لدى البقرة الحلوب 1400 لتر، في المقابل يرتفع المتوسط السنوي بألمانيا إلى 8000 لتر للبقرة الواحدة، وصولا إلى 14 ألف لتر في الاستغلاليات النموذجية. وتربط كلا من القطاع الفلاحي الألماني والمغربي، شراكة وثيقة بين منتجي الحليب من البلدين، إذ أن صنف الحليب الألماني، إلى جانب الخبرة الألمانية في مجال الإنتاج الفلاحي يتمتعان باهتمام كبير من لدن المعنيين بهذا القطاع بالمملكة، كما يشار إلى أن ثلثي الأبقار المنتجة المستوردة تجلب من الجمهورية الفيدرالية الألمانية. وسيجري إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود في مدة 12 شهرا، وتمتد هذه الضيعة النموذجية على مساحة 250 هكتارا، مخصصة من قبل الدولة، بهدف إنجاز هذا المشروع، في حين يلتزم الطرف الألماني بالمساهمة من خلال العمل على التحسين الجيني لحيوانات المزرعة (لاسيما الأبقار الحلوب)، والتكوين المهني لفائدة المستفيدين من المشروع. من جانب آخر، عرف يوم أمس الخميس تنظيم لقاءات فرنسية مغربية، تباحث خلالها المشاركون موضوع الشراكة المغربية الفرنسية في القطاع الفلاحي والغذائي، كما جرى عقد خمس ورشات تطرقت إلى مواضيع "الفلاحة التضامنية"، و"تسويق المنتوجات الفلاحية"، و"الفلاحة البيولوجية"، و"الإرشاد الفلاحي" و"الهيئات البيمهنية الفلاحية"، إلى جانب مناقشة الرهانات الاستراتيجية الكبرى المطروحة أمام القطاع الفلاحي. وأكد سفير فرنسا بالرباط، برونو جوبير، يوم الأربعاء الماضي بمكناس، أن بلاده عازمة على تعزيز القطاع الفلاحي بالمملكة، عبر تقديم المواكبة الضرورية للبرامج المسطرة في إطار مخطط "المغرب الأخضر"، حتى يصبح هذا القطاع الاستراتيجي دعامة لا محيد عنها في تحقيق سبل النمو الاقتصادي بالمملكة. وأفاد جوبير أن فرنسا تدرك طبيعة دور القطاع الفلاحي، وانخراطه في التطور الاقتصادي بالمغرب، وهو ما جعلها تلج مرحلة الدعم المباشر لمخطط "المغرب الأخضر" من خلال تمويل عدد من برامجه، كما أشار إلى أن الوكالة الفرنسية للتنمية ساهمت من خلال التوجهات ذاتها الرامية إلى دعم التعاون بين البلدين، في تمويل عدد من البرامج المتعلقة بالري والكهربة القروية.