أبدى الرسميون الألمان الكثير من الاهتمام بالمشاركة المغربية الثانية في المعرض الدولي «الأسبوع الأخضر»، حيث شهد الرواق المغربي زيارة وزير التغذية والفلاحة وحماية المستهلك، ونائبه، كيرد مولد، الذي افتتح مع وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، المنتدى الألماني المغربي، الذي تم خلاله التعرف على فرص الاستثمار في القطاع الفلاحي في المغرب، بل إن الرواق المغربي عرف زيارة عشرين من البرلمانيين الألمان. ذلك تأكيد للاهتمام الذي أبداه المسؤولون الحكوميون الألمان بالقطاع الفلاحي في المغرب، علما أن ألمانيا تعتبر أحد المزودين الكبار للمغرب بالأبقار الحلوب في السنوات الأخيرة. ويبدو أن الألمان أدركوا أن المخطط الأخضر يمنحهم مساحة كبيرة لتطوير حضورهم في القطاع المحلي بالمغرب، وهو ما يؤكده تعيين مفوض دائم بالسفارة الألمانية بالرباط، مهمته الوحيدة تتبع هذا الملف عن قرب. وقد كان الحضور الألماني لافتا في الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، حيث قاد الوزير كيرد مولر وفدا مكونا من العديد من المسؤولين العموميين، من بينهم مدير المكتب الألماني للسلامة الغذائية وحماية المستهلك، حيث رافق هؤلاء المسؤولين العموميين 27 من الفاعلين الكبار في قطاع الفلاحة. وحرص ممثلو ألمانيا التي كانت ضيف شرف المعرض على تنظيم يوم خاص بالجمهورية الألمانية، حيث نظمت لقاءات ثنائية بين المقاولات، وتعرف الحاضرون على قطاع تربية المواشي بذلك البلد. تلك مقدمات دفعت وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، خلال المنتدى الألماني المغربي، الذي نظم على هامش المعرض الدولي «الأسبوع الأخضر» الجمعة الماضي إلى التأكيد، أمام الفاعلين الألمان في القطاع الفلاحي، على أن المغرب انخرط في عملية تأهيل فلاحته عبر المخطط الأخضر، حيث يوفر إمكانيات للاستثمار تتمثل في الأراضي التي يقترحها على القطاع الخاص والحاجيات التي تفرضها السياسة الجديدة على المكننة أو السقي الموضعي أو الصناعات الغذائية. وحرص الوزير على تأكيد الدعوة للمستثمرين الألمان لاستغلال الفرص التي يتيحها القطاع الفلاحي في المغرب، وهي الفرص التي قدمها أحمد الحجاجي، مدير وكالة التنمية الفلاحية أمام المستثمرين الألمان، سواء على مستوى الإنتاج أو الآلات الفلاحية أو المدخلات أو الصناعة الغذائية أو التسويق، حيث أشار إلى أن المغرب سيشرع في تلقي عروض من المستثمرين الأجانب والمحليين لاستئجار أراض فلاحية قبل متم يونيو المقبل. كيرد مولر، نائب وزير التغذية والفلاحة وحماية المستهلك، حرص على الإشارة إلى أن الاعتقاد الذي كان سائدا في البلد هو أن المغرب ليس بلدا فلاحيا، لكن الاهتمام بالمغرب أفضى إلى الوصول إلى حقيقة مفادها أنه بلد يتوفر على إمكانيات فلاحية مهمة، وهو ما تأكد خلال الزيارة التي قاد خلالها وفد بلاده بمناسبة الدورة السابقة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس. واعتبر الوزير الألماني أن ثمة فرصا كبيرة للاستثمار في المغرب، وهو يرى أنه بالإضافة لما يوفره من فرص على مستوى الإنتاج واستيراد الآلات الفلاحية، ثمة إمكانية للتعاون في مجال البحث من أجل تطوير الإنتاجية، مؤكدا على أن التعاون المغربي الألماني يفتح آفاقا كبيرة أمام الشراكة التي يعكسها اتفاق التبادل الحر. وقد أبدى مسؤول مغربي مشارك في المغرب تفاؤلا كبيرا بنتائج الاهتمام الألماني بالقطاع الفلاحي، وهو يعتبر أن المبادرات واللقاءات التي تمت في الأشهر الأخيرة بين مسؤولي البلدين سوف تعطي نتائجها في المستقبل، بل أكد أن خمسة فاعلين كبارا في القطاع أبدوا في الأشهر الأخيرة اهتماما كبيرا بالاستثمار في المغرب.