يحضر المغرب في الدورة الحالية للمعرض الدولي (الأسبوع الأخضر)، الذي فتح أبوابه اليوم الجمعة أمام الزوار، ممثلا بالتعاونيات الفلاحية التي اختيرت لتكون السناد الحامل للمنتوج المغربي ولجودته، في هذا السوق الأكبر في العالم في مجال التغذية والزراعة. وينسجم دفع التعاونيات الفلاحية، بغض النظر عن حجمها، لتكون الواجهة الرئيسية للمنتوج الفلاحي المغربي في الأسواق العالمية، مع توجهات المغرب، الذي أطلق مسلسلا شاملا لعولمة قطاعه الفلاحي بفضل مخطط (المغرب الأخضر) الذي يستهدف خلق التعاونيات الفلاحية وتجميع جهودها وتوحيد مقارباتها ضمن هياكل تعاونية كبرى، تمكن صغار المنتجين والمقاولات الصغرى والمتوسطة والتجار، من رفع تحدي ترسيخ مكانة منتوج الفلاحة المغربية في الأسواق الخارجية. وافتتح وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، رفقة كاتب الدولة الألماني في الفلاحة السيد غيرد مولر، الرواق المغربي الذي زارته أيضا الوزيرة الاتحادية للتغذية والفلاحة وحماية المستهلك السيدة إلزي أيغنر. وصمم الرواق المغربي بشكل يثير فضول الزوار، حيث وضع على هيئة سوق مغربية تقليدية، كما هي في بعض المدن المغربية العتيقة وأيضا في القرى، يتوسطها فناء كبير وتحيط بها سور عالية تتخللها شرفات واسعة، يلقي منها الزائر النظرة الأولى على ما يجري في الداخل، لتقوده إلى اكتشاف دكاكين السوق، وهكذا خلق هذا الفضاء الفريد سوقا داخل السوق. وحفل الرواق/السوق المغربي بالأهازيج والزغاريد و رقصة أحواش، التي أدتها فرقة مغربية بأصالة فريدة، انخرط على إيقاعاتها جانب من الزوار الألمان في الرقص طربا وحبورا، في حين راح البعض الآخر يسأل العارضين، كيف تعصر زيت الزيتون وزيت أركان، وكم يكفي من الوقت لتجفيف الزعفران الطبيعي، وما سر الحلاوة اللذيذة في الفواكه المجففة وفي كليمانتين بركان. وتميز اليوم الأول للمشاركة المغربية في المعرض الدولي، بتنظيم المنتدى الاقتصادي المغربي الألماني، الذي حضره السيدان أخنوش ومولر، وانكب على تقديم ملامح تطور القطاع الفلاحي في المغرب، من خلال مخطط (المغرب الأخضر) كاستراتيجية تنموية قطاعية وما تتيحه من فرص للاستثمار الفلاحي. وقال السيد مولر، في كلمة خلال المنتدى، "إن المغرب بلد رائع، فهو، إلى جانب سمعته كبلد سياحي بامتياز، بلد فلاحي تتبوأ فيه المنتوجات الفلاحية، المتنوعة وعالية الجودة، مكانة حيوية". وأضاف أن بلاده مصممة على تكثيف تعاونها مع المغرب في شتى مجالات النشاط الفلاحي. وبحث المنتدى،أيضا، مجالات التعاون التقني بين المغرب وألمانيا في ما يخص الفلاحة البيولوجية، سيما وأن التعاون بينهما يعرف، حاليا، تطورا كبيرا عززته الدينامية التي أحدثها مخطط (المغرب الأخضر)، ويولي هذا التعاون الأولوية للمشاريع المرتبطة بالفلاحة التضامنية الواردة في المخطط، من خلال عرض للتكنولوجيا و الخبرة والمواكبة التي تتوخى تحقيق الجودة. يشار إلى أن التعاون بين المغرب وألمانيا شهد خلال سنة 2010 تطورا هاما جسده توقيع العديد من الاتفاقيات، فضلا عن الحيوية التي اتسم بها تبادل الخبرات بين البلدين، خاصة الزيارة الدراسية التي قام بها وفد يمثل التعاونيات الفلاحية المغربية إلى ألمانيا في أكتوبر المنصرم، وتلك التي قام بها وفد من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب، في شتنبر الماضي إلى برلين، في إطار المرحلة الأولى لتفعيل اتفاقية التعاون في مجال السلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وتنص هذه الاتفاقية، التي وقعها البلدان في أبريل الماضي خلال الملتقى الفلاحي بمكناس الذي حلت فيه ألمانيا ضيف شرف، على التعاون بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الفيدرالي لحماية المستهلكين والسلامة الصحية للأغذية، من خلال التبادل المستمر بين الطرفين من أجل التعرف بشكل أفضل على الهياكل وأساليب عمل كل منهما، وكذا مناقشة القضايا الراهنة، خاصة تلك المتعلقة بالسلامة الصحية للأغذية وحماية النباتات والترخيص للأدوية والمستلزمات البيطرية والمبيدات الزراعية، كما تقضي بتبادل المعلومات حول تدبير المخاطر على امتداد السلسلة الغذائية والمخاطر المرتبطة بتجارة المنتجات بين البلدين.