عرفت الأيام الأخيرة من شهر أبريل الجاري، أحداثا سينمائية مغربية مهمة، إذ توجت مجموعة من الأعمال في مهرجانات سينمائية خارج المغرب، كما تأكدت مشاركة الفيلم المغربي "على الحافة" للمخرجة ليلى الكيلاني ملصق فيلم 'أحمد كاسيو' وذلك في مسابقة المخرجين الخمسة عشر بمهرجان كان السينمائي في دورته المقبلة، وهو ما يؤشر على أن السينما المغربية بدأت تحظى بالتقدير الكبير في مختلف التظاهرات السينمائية، لجدتها وجودتها، واشتغالها على قضايا مهمة. وفي هذا الإطار فاز الفيلم المغربي "أحمد كاسيو" للمخرج إسماعيل السعيدي، بالجائزة الكبرى، في الدورة الثامنة من المهرجان الدولي للفيلم الإفريقي بمدينة كان الفرنسية، التي نظمت مابين 13 و17 أبريل الجاري، وعرفت مشاركة مجموعة من الأفلام التخييلية الطويلة والقصيرة، والوثائقية، مثلت فضلا عن المغرب 15 بلدا. وأوضح بلاغ في هذا الصدد، أن لجنة تحكيم هذه الدورة، التي ترأسها المخرج المغربي محمد عهد بنسودة، قررت منح جائزة أحسن فيلم للفيلم المغربي "أحمد كاسيو" للمخرج إسماعيل السعيدي، "لطموحه وتقنيته البصرية العالية، وجودة الصوت، ونجاح المخرج في إدارة الممثلين، وطريقته في مقاربة صفحة من صفحات التاريخ بحكمة". كما قررت اللجنة في صنف الفيلم الطويل منح تنويه خاص للممثل الأمريكي، ليود واتس، عن دوره في فيلم "ذي أومان ويب" للمخرج بينيديكت دورسي، ونبضة قلب لفيلم "تاكسيفون" للمخرج محمد سوداني من السودان. أما في صنف الفيلم الوثائقي ففاز بجائزة أحسن فيلم "لي مان نوار بروسي ذو ليسكلافاج أنسوندير" من كندا للمخرجة تيتشينا بيلونج. ومنحت اللجنة تنويهين خاصين للشريطين الوثائقيين "فوررونير" للمخرج الجنوب إفريقي، سيمون وود، و"فرانسفرريك" للمخرج الفرنسي، باتريك بونكي، وفي صنف الفيلم القصير فاز بالجائزة الكبرى الفيلم البرتغالي "فياجيما كابو فيرد" للمخرج ذي خوسي ميكيل ريبييرو. وضمت لجنة تحكيم الدورة، بالإضافة إلى رئيسها داوود أولاد السيد، المخرجة الفرنسية، صوفي ديلاج، والجامعية الأمريكية عضوة مؤسسة لمهرجان بوسطون، أندريا سبينس، والمخرجة والكاتبة الإيطالية، فرانسيسكا بارتيليني، والممثلة والمطربة الكونغولية، لورونتين ميليو، والمدير المؤسس لمختبر الوسائل السمعية البصرية لدراسات الثقافات، الكندي بولو إيباندا دو بريري، والمصور الفرنسي، فرنسوا كزافيي. من جهة أخرى، حصل الفيلم المغربي "أيام الوهم" لطلال السلهامي، على تنويه خاص في الدورة 29 للمهرجان الدولي لفيلم الخيال ببروكسيل، التي نظمت في ما بين7 و19 أبريل الجاري. وتنافس فيلم "أيام الوهم"، الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية للدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ضمن فئة "الموازية السابعة"، إلى جانب عشرة أفلام طويلة أخرى تمثل بلدانا من آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا، والولايات المتحدةالأمريكية. واعتبر المخرج الشاب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التنويه شرف كبير، مضيفا أنه تكريم للمغرب. وقال السلهامي إن لجنة تحكيم المهرجان، سعت من خلال هذا التنويه، إلى تشجيع الإنتاج السينمائي المغربي، خاصة "سينما النوع" الجديدة في المغرب، مضيفا أن هناك جيلا جديدا من كتاب السيناريو والسينمائيين والمنتجين المغاربة، يرغبون في إثراء وإغناء هذه السينما. ويحكي الفيلم الأول لطلال السلهامي، الذي أنتجه نبيل عيوش وسيعرض في القاعات السينمائية المغربية في فصل الصيف، قصة خمسة شباب، لكل واحد سماته وخصوصياته، يسعون إلى الظفر بمنصب شغل لدى شركة عالمية استقرت حديثا بالمغرب. وبعد سلسلة من الاختبارات، أجراها مسؤول الشركة لتحديد من سيفوز بهذا المنصب المهم، وجد الشباب أنفسهم مطالبين بإجراء اختبار خاص وغريب، يتمثل في السفر على متن حافلة، وبعد ساعات من السفر ستتعرض لحادثة، ليجدوا أنفسهم في الصحراء. وسيهيم المرشحون الخمسة، الذين لا يعرفون إن كان الحادث حقيقيا، وما إذا كان الاختبار قد بدأ في الصحراء بحثا عن القرائن التي سافروا من أجلها، لكنهم سيواجهون السراب، الذي سيعيدهم إلى مخاوفهم الدفينة. وأشاد السلهامي بالفنانين: مريم الراوي، وعمر لطفي، وعصام بوعلي، وكريم السعيدي، ومصطفى الهواري، الذين اشتغلوا في "أيام الوهم"، الذي صور بصحراء ورزازات في عشرين يوما و في ظروف صعبة. وقال إنه "درس مهم في العزيمة والمثابرة، تعلمت الكثير من هذا العمل، إنها تجربة غنية جدا". يذكر أن الدورة 29 من المهرجان الدولي للفيلم الخيالي ببروكسيل اختارت موضوع الأمراض النفسية (انفصام الشخصية، والانحراف، والاغتراب)، وتنافس على جوائزها أزيد من 60 شريطا، إذ عادت الجائزة الكبرى للمهرجان إلى الفيلم الكوري الجنوبي "ساو ليذو ديفيل" للمخرج جي وون كيم. وبخصوص مهرجان كان السينمائي، فقد اختير فيلم "على الحافة" للمخرجة المغربية ليلى الكيلاني، للمشاركة في مسابقة المخرجين الخمسة عشر بمهرجان كان السينمائي في دورته المقبلة. ويحكي فيلم "على الحافة"عن فتيات في العشرينيات من عمرهن، يعملن في مصنع للسمك بطنجة، وأمضت المخرجة قرابة سنة كاملة للتنقيب عن الممثلات الأربع اللواتي لعبن دور البطولة.