يعتبر البطل المغربي في رياضة الجيدو، صفوان عطاف، أن محطة أولمبياد لندن صيف السنة المقبلة، ستكون دون أدنى شك نقطة النهاية بالنسبة له في مسيرته الدولية لذلك فإنه يستعد جيدا للتوقيع على حضور جيد، ويرغب في انتزاع ميدالية تكون بمثابة مسك ختام مسيرته في عالم الجيدو. وأكد عطاف في حوار ل "المغربية" أن حظوظ المغرب في الصعود إلى منصة التتويج في الأولمبياد المقبل محدودة جدا، لأن أبطال وبطلات الدول الرائدة في مجال رياضة الجيدو، يستعدون منذ سنوات، ويتوفرون على ما يكفي من الخبرة والتجربة لكسب الميداليات. وفي ما يلي نص الحوار: هل جرى حل مشكل المستحقات المادية العالقة بذمة اللجنة الأولمبية؟ - الحمد لله، انتهى المشكل، وتوصلنا بمستحقاتنا، بعد أسابيع من الانتظار، علما أننا جددنا التعاقد، مع خفض حجم الراتب الشهري، بناء على البرنامج الجديد للمسؤول عن مشروع إعداد منتخبات الجيدو. حددنا أهدافنا المستقبلة، ونأمل أن نكون عند حسن الظن، وننجح في إسعاد الجمهور المغربي، خلال مختلف المحطات الدولية، علما أن هدفي الكبير شخصيا هو التألق في الأولمبياد المقبل، الذي سيكون لا محالة، آخر محطة في مسيرتي الرياضية. هل تعتقد أن من السهل التألق في الأولمبياد المقبل؟ - بصراحة، نحو اليوم، في المغرب، ما نزال متأخرين، مقارنة بالمسيرة التي قطعها أبطال عدد من الدول الأخرى. في بلادنا لم نبدأ التحضير للمواعد الدولية الكبيرة، بشكل جيد، إلا قبل سنتين، وهنا لابد أن أغتنم الفرصة للإشادة بالالتفاتة الملكية السامية، التي كان الهدف منها الرفع من معنويات الرياضيين، وتحفيزهم على التحضير جيدا للمواعد الكبرى، خصوصا أولمبياد 2012 بلندن. كنا نأمل أن يفكر المسؤولون الرياضيون في برامج التحضير الجيد للتظاهرات العالمية منذ سنوات، حتى يكون حضورنا مميزا في كل مرة، لكن ذلك لم يحدث. مسألة بدء التحضير قبل سنتين لا يعني مطلقا أننا على استعداد لرفع التحدي في وجه عناصر تستفيد من برامج جيدة منذ سنوات. هذا يعني أننا لا نملك أي حظوظ لصعود منصة التتويج؟ - أنا بطبعي متفائل، لذلك لن أقول إننا لا نملك أي حظوظ للتنافس على الألقاب، بل أكرر أن الأمر سيكون في غاية الصعوبة، لأننا سنواجه أبطالا جاهزين لكل النزالات، كما أنهم اعتادوا على كسب الألقاب. أنا شخصيا لن أنزل يداي كيفما كان حجم المنافس الذي سأواجهه، لأنني ولله الحمد، كسبت بعض التجربة من خلال المشاركة في عدد من المحطات الدولية، وواجهت صعوبات كبيرة، جعلتني أكتشف حجم العقبات التي تنتظرني إن أردت التنافس على لقب أولمبي. هذا يعني أنك ترغب في كسب لقب أولمبي؟ - بالطبع أريد ذلك، أولا لأن ميدالية ذهبية بلندن ستشكل لا محالة أفضل هدية يمكن تقديمها لجلالة الملك محمد السادس، الذي أحاطنا برعايته، وزرع فينا حماس العمل بجد للصمود في وجه الكبار، والبحث عن تشريف العلم المغربي. أريد التتويج أيضا، لأنني كما ذكرت سلفا، قد أعتزل بعد الأولمبياد، بحكم التقدم قليلا في السن، ولأنني شخصيا أفضل توديع الميادين في وقت مبكر، حتى أسلم المشعل للشباب، وبالتالى أحدد وجهة أخرى أواصل من خلالها مسيرتي بشكل مرض. وأخيرا أريد كسب ميدالية أولمبية، لأن الجيدو المغربي يستحق أن يكون من بين المتوجين أولمبيا، وأن يدخل تاريخ التتويجات الأولمبية، على غرار رياضات أخرى أهدت ألقابا للمغرب في محطات سابقة. وبالنسبة للأسماء الأخرى المرشحة للمشاركة في محطة لندن؟ - أعتقد أن الأسماء المؤهلة للمشاركة في الأولمبياد المقبل محدودة جدا، لأن المسألة تتطلب التوفر على حد أدنى من النقاط، ولحد الآن هناك حنان كرومي، التي تملك حظوظا وفيرة للتأهل، شأنها شأن ياسين مدثر، بالنسبة للعناصر الأخرى، لا أنقص من قيمتها، لكن أظن أنها مطالبة بالعمل أكثر واقتناص المزيد من النقاط، واستغلال فرصة البطولة الإفريقية. أعتقد أنه إذا استمر برنامج إعداد رياضيي النخبة، وبالتالي إذا تواصلت التداريب المكثفة لفائدة خيرة الممارسين، والاعتناء بالعناصر الموهوبة، ستتضاعف حظوظنا خلال أولمبياد 2016. كيف تفسر تألقاتك الأخيرة خلال بعض الدوريات الدولية، هل بلغت مرحلة النضج، أم استفدت من تواضع الأداء بالنسبة للمشاركين؟ - ليس هناك أدنى تواضع خلال الدوريات الدولية، بالعكس هناك دوما مستوى تقني عال، لأن أفضل الأسماء تشارك في كل مرة، باعتبار أن الجميع يرغب في جمع المزيد من النقاط، وضمان التأهل مبكرا إلى الأولمبياد. تألقي يعود فعلا إلى نضجي، لكن أيضا إلى جاهزيتي، علما أنني بدأت الممارسة على مستوى عال، منذ 10 سنوات تقريبا، أي أنني استفدت بما فيه الكفاية. ليس من السهل ضمان مركز ضمن 12 الأوائل عالميا في وزن أقل من 81 كلغ، لأن ذلك معناه ببساطة الحضور بين الأقوياء، ومعناه، أيضا، أنك أفضل من أسماء عدة على الصعيد العالمي. ليس سهلا إحراز المركز الثالث في دوريات دولية يشارك فيها الكبار فقط، لأن ذلك يستوجب تجاوز الكثير من الحواجز، مع أنني لم أكن محظوظا في المراحل النهائية، وإلا لكنت حصلت على مركز أفضل من الصف الثالث. أنا سعيد لأنني بلغت مرحلة النضج في هذا التوقيت بالضبط، لكنني سأكون أسعد عندما أتمكن من صعود منصة التتويج في لندن. قبل أن أصبح ناضجا كان لابد من سلسلة طويلة من التداريب، وكان يلزم الاستفادة من دروس الأطر، وهنا أبعث تحية للأطر التي عملت دوما على الرفع من إمكانياتي الفنية. بالطبع أشكر والدي الذي علمني أصول اللعبة، وساهم في تكويني المبكر، وأشكر، أيضا ،الأستاذ عبد الواحد الشانت، وجمعية "مرسى ماروك" التي رعتني وقدمت لي كل اشكال الدعم، دون أنسى المدير التقني الوطني السابق، العربي الجمالي، الذي اعتبرته دوما أخا أكبر، لأنه أمدني بالنصائح، كلما احتجت إلى ذلك، وقدم لي دعما حقيقيا في مسيرتي الرياضية. ماذا تحتاج لكي تكون ضمن الأقوياء عالميا؟ - قلت إن المنحة الأولمبية أعادت لنا ثقتنا بأنفسنا، لكنني شخصيا أعتقد أنها عادية، لأن الممارس يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وهنا يأتي دور النادي، ودور الجامعة. الحمد لله أن جلالة الملك محمد السادس أحاطنا برعايته، لذلك فنحن نستفيد من هذه المنحة الأولمبية، التي جعلتنا نركز على التداريب، لكن لو كنا نستفيد من منح أخرى، لكان الوضع مختلفا، لأن المعنويات ستكون أكبر ووقتها لا يمكن الكلام عن أي عائق يمنع صعود منصات التتويج. عندما تكون لدى البطل رغبة في التنافس مع الأقوياء، والحصول على ميداليات عالمية، يكون بحاجة إلى دعم أكبر، وهذا ما يحصل معي شخصيا. لا أريد أن أكون قاسيا، لكن بالنسبة لجمعية "مرسى ماروك" أقول بصراحة إنني أحصل من مسؤولي المؤسسة على بعض الدعم بين الفينة والأخرى، ولن أترك الفرصة تمر دون أن أشد بحرارة على أيدي كل من يسعى إلى دعمي. بحكم أنك تمارس حاليا بفرنسا، ما الفرق مع الممارسة بالمغرب؟ - بصراحة، لم أنتقل إلى فرنسا إلا قبل أشهر قليلة، أي أنني تكونت بالمغرب، لذلك لا يمكنني إطلاقا أن أتجاهل فضل والدي علي، كما ذكرت، ثم فضل الأطر التي تدربت على أيديها. خلال الفترة التي قضيتها بفرنسا، أظن أن الفرق مقارنة مع الممارسة بالمغرب يتمثل في السياسة الرياضية التي ينهجها الفرنسيون، أو بصورة أوضح، في فرنسا هناك احتراف، بينما لدينا ما يزال الكل يمارس في عز الهواية. في فرنسا هناك رغبة جماعية في التألق على الواجهة العالمية، لذلك ينزعج الجميع حينما تكون النتائج متواضعة. في فرنسا هناك أطر جيدة، وهذا لا يعني أنني أقلل من قيمة الأطر المغربية، بالعكس، لدينا أطر كفأة في بلادنا، لكن الفرق مع الفرنسيين هو أنهم متمرسون، بفضل التكوين المستمر، والبحث دائما عن تطوير الإمكانيات. إذا رغبنا نحن أيضا في التطور بشكل أكبر، يلزم الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، وقتها ستتغير العقليات، كما ستتغير نظرتنا إلى الممارسة الرياضية. بماذا تعد جمهور الجيدو المغربي؟ - ليس من عادتي تقديم الوعود، لأنني أسعى دائما إلى أن أكون عند وعدي، لذلك لا يمكنني أن أعد بالحصول على ألقاب مع قناعتي التامة بأن الأمر في غاية الصعوبة، لكنني أعد الجميع بمواصلة العمل الجاد، علما أن النتائج الأخيرة في عدد من الدوريات الدولية منحتني شحنة معنوية كبيرة، وجعلتني أثق أكثر في مؤهلاتي. كما ذكرت، أرى أن أولمبياد لندن قد يكون محطتي الأخيرة على الصعيد العالمي، لذلك لدي رغبة كبيرة في استغلال الفرصة الأخيرة، وأطمح إلى صعود منصة التتويج، لأن اللقب الأولمبي يعني لي الشيء الكثير.