قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسطات، أخيرا، بمؤاخذة المتهمين من أجل الضرب والجرح العمديين المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه والحكم على المتهم الأول (م.م) من مواليد سنة 1990، بخمس سنوات سجنا نافذا، والحكم على المتهم الثاني (ط.م) من مواليد 1987، بعشر سنوات سجنا نافذا من أجل التهم نفسها، مع إضافة جناية الاختطاف، مع تسجيل أن المحكمة قررت تمتيع المتهمين بظروف التخفيف نظرا لظروفهم الاجتماعية، وتخفيض المدة السجنية من طرف الغرفة ذاتها من خمس سنوات إلى أربع بالنسبة للمتهم الأول، ومن عشر سنوات إلى ثماني سنوات بالنسبة للمتهم الثاني. في تفاصيل الحادث، تلقت عناصر الدرك الملكي لأولاد عبو مكالمة هاتفية من عند أحد أعوان السلطة، مفادها أن شخصا أصيب بجروح في رأسه بعد أن تعرض لضربات من طرف أحد الأشخاص، وأن المصاب ملقى على الأرض وحالته خطيرة، وينزف دما. وبناء على الإخبارية، انتقلت عناصر من الضابطة القضائية إلى عين المكان، لتجد الضحية فارق الحياة، حاملا جرحا وكسرا على مستوى رجله اليمنى ورأسه وسط بقعة من الدم وبه جروح متعددة. وبمسرح الجريمة، توصلت الضابطة إلى منفذي الاعتداء، بعدما تعرض الضحية للضرب من طرف (م.م) و(ط.م)، فيما كان هذا الأخير موضوع مذكرة بحث من أجل محاولة اختطاف واغتصاب سيدة. وبعد نقل الضحية إلى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بسطات، باشرت الضابطة القضائية بحثها في الموضوع، واستمعت في مستهله إلى أحد الشهود الذي عاين الجريمة، الذي أفاد أن نقاشا حادا دار بين الضحية وأحد المتهمين، لحظة مغادرتهم قاعة الألعاب، ولحظة اقتراب الشاهد منهما لفك النزاع، تطور الأمر إلى صراع بين الاثنين حول خمس سجائر التي رفض (م.م) مده إياها، لأن الضحية كان يدين له بثمن سيجارتين سابقتين، وأمام إلحاح المتهم، طلب الضحية من الأخير أن يؤدي ثمن السجائر، ليدخلا في ما بعد في تشابك بالأيدي، فاستل المتهم سكينا من جواربه، وشرع في تمزيق الغطاء البلاستيكي لعربة (م.م)، التي يبيع فيها السجائر والحلويات. وبسبب هذا التصرف الذي لم يستسغه الضحية، حمل الأخير عصا بها صفائح حديدية محاولا ضرب الضحية، لكنه فقد توازنه وسقط أرضا، أمام هذا الموقف طعنه بالسكين المسمى (ط.م)، الذي تدخل وضرب الضحية بقوة ليسقطه أرضا، لكنه نهض وبيده السكين وأراد أن يدخل في شجار مع (ط.م)، حينها تدخل (م.م) مجددا وانهال على الضحية بقوة بواسطة قضيب حديدي أفقده توازنه وسقط أرضا وارتطم رأسه بالرصيف، وخوفا من أن يقف مجددا سدد له (م.م) ضربة قوية في رجله، وبينما هو يتألم قام (ط.م) بضربه بسكين على مستوى رأسه بسكين، ثم لاذ الاثنان بالفرار. أما بخصوص جناية الاختطاف والاغتصاب التي يتهم بها (ط.م)، فإن الضابطة القضائية سجلت شكاية أحد الأشخاص الذي كان صحبة زوجته متوجهين عند أحد الأقارب، فلحق به ثلاثة أشخاص، وبمكان خال ومظلم تقدموا إليهما وهم مدججون بأسلحة بيضاء، وقام أحدهم بالانقضاض على الزوجة وجرها من شعرها، ولما حاول الزوج المقاومة، قام (ط.م) بوخزه بسكين على مستوى عنقه وتابع الآخر جر الزوجة بمساعدة الشخص الثالث لكنه وبعد صراخها وظهور بعد المارة لاذ بالفرار.