يراهن أنيس بيرو، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، على تأهيل قطاع الزرابي، من خلال تحسين الإنتاج، ومواجهة المشاكل التي يعانيها، خاصة غلاء المواد الأولية، والبحث عن الأسواق. وقال بيرو، في لقاء دارسي مع مهنيي القطاع، خصص لبحث سبل تنمية وإنعاش قطاع الصناعة التقليدية، إن برنامجا وصفه بأنه طموح، يهم تمكين الصانع من المواد الأولية المستعملة في هذا المجال، وإدخال تقنيات الإنتاج والغزل والتصبين، وتمكين الصانع التقليدي من التكوين والتكوين المستمر، لتحسين مردوديته الإنتاجية، فضلا عن نهج استراتيجية محكمة لتسويق وإنعاش المنتوج من خلال خلق فضاءات للبيع وتنظيم القطاع داخل تعاونيات وجمعيات حرفية مهنية. وقال الوزير إن هذا البرنامج، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 126 مليون درهم عبر مختلف التراب الوطني، يقضي بتكوين الصانعات التقليديات في مجال حياكة الزرابي، واختيار الصباغة، وتوفير فضاءات ملائمة لترويج المنتوج. وأكد كاتب الدولة، في لقاء نظم، أخيرا، بإقليمالحوز، أن الزربية المغربية، التي تحظى بأهمية خاصة في الأسواق الخارجية، تتميز بتنوعها وتلاقح الثقافات أثناء حياكتها، عبر التاريخ الذي يمتد إلى 2000 سنة، وأنها تعد جزءا من الهوية الثقافية والتاريخية المغربية، فضلا عن كون هذا القطاع يشغل أزيد من مليون صانع تقليدي عبر تراب المملكة، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة الحفاظ على خصوصية وأصالة هذا المنتوج، والعمل على تطوير وتحسين إنتاجيته لمواجهة التنافسية الدولية. وأوضح بيرو أن هذا اللقاء يعد فرصة للوقوف على المشاكل والإكراهات، التي تواجه قطاع الزرابي في الإقليم، والحلول المناسبة لها، للنهوض بقطاع الزرابي، وإيجاد الصيغ الكفيلة بتسويق المنتوج. من جانبه، أوضح عامل إقليمالحوز، بوشعيب المتوكل، أن قطاع الزرابي في الإقليم شهد قفزة نوعية بفضل استراتيجية الوزارة المعنية، من خلال تبنيها لعدة برامج إنعاشية، تشجع مهنيي القطاع على بذل المزيد من الجهود للرفع من مستوى الإنتاجية، من خلال مواجهة التنافسية الحادة في هذا المجال، معتبرا أن هذا القطاع يأتي في المرتبة الثانية بعد الفلاحة، بحيث يوفر عددا كبيرا من فرص الشغل. ويشهد قطاع الصناعة التقليدية في الإقليم انطلاقة نوعية، من خلال المبادرات، التي تبنتها الوزارة المعنية لتدبير شؤون القطاع، ويشار في هذا الصدد، إلى أنه للنهوض بهذا القطاع على مستوى إقليمالحوز عملت السلطات المحلية، بمساهمة عدد من المؤسسات المعنية، ومهنيي القطاع، على إعداد برنامج طموح لترويج وتأهيل قطاع الصناعة التقليدية. وأكد عامل الإقليم أن السلطات المحلية وجميع المتدخلين، عازمون على النهوض بهذا القطاع، خاصة الزربية الحوزية، التي تحظى باهتمام متزايد من قبل الزبناء، داعيا الوزارة المعنية إلى بذل المزيد من الجهود للرفع من مستوى الصانع التقليدي، وتحسين ظروف عمله. وخلال هذا اللقاء، الذي حضره مهنيو القطاع بالإقليم، والمنتخبون، والسلطات المحلية، وجمعيات المجتمع المدني، أثار عدد من الصناع التقليديين بالإقليم جملة من الإكراهات والمشاكل التي يعانيها القطاع، خاصة المرتبطة بتسويق المنتوج، واقتناء المواد الأولية، المستعملة في هذا المجال، ذات الأسعار الباهظة، التي تشكل رهانا كبيرا لتطوير القطاع.