نظم، مساء الخميس المنصرم، بلشبونة، حفل سلمت خلاله اللجنة البرتغالية للتاريخ العسكري للجنة المغربية للتاريخ العسكري نموذجا لسفينة (شابوك) المغربية. وأبرزت سفيرة المغرب في لشبونة، كريمة بنيعيش، خلال الحفل، الذي حضرته العديد من الشخصيات البرتغالية، أن التراث المشترك المغربي البرتغالي يحتل مكانة خاصة في قلوب المغاربة والبرتغاليين، ويشكل مفخرة للشعبين. وأضافت بنيعيش أن تسليم هذا النموذج للشابوك المغربية الموجهة للمتحف العسكري بالرباط، دليل آخر على أن البرتغاليين والمغاربة مازالوا يعيشون هذا التفاعل الثقافي، في أجواء صداقة عميقة. ويذكر نموذج هذه السفينة المغربية، التي تعود للقرن الثامن عشر، حسب السفيرة، بأن "التراث المغربي البرتغالي لا يتشكل فقط من الحصون والكنائس، والتقاليد والأعراف، وآثار في اللغتين وفي الطبخ، وإنما يشمل، أيضا، وسائل الاتصال والدفاع هذه، التي عبرت البحار، وذكرت بوزن وأهمية بلدينا، كملتقيات بحرية وبوتقة للعديد من الحضارات". وبعد أن أشادت بالتاريخ الطويل والغني، الذي يجمع، ما وراء الأطلسي، المغرب والبرتغال، ويجعل من هذا الجوار نموذجا للتفاهم والصداقة والاحترام المتبادل، أشارت بنيعيش إلى أنه "ما بين 1415 و1769، أدرك الشعبان، المغربي والبرتغالي، عظمتهما، والقيم التي يتقاسمانها رغم الأحداث التاريخية". وذكرت الدبلوماسية المغربية في هذا الصدد أن الاكتشافات الإفريقية جعلت الإبحار في القرن الخامس عشر مجالا مفضلا للبرتغال، مبرزة أنه في هذه الاستكشافات الجغرافية والاقتصادية، كان المغرب في الصفوف الأمامية، وانطلقت المغامرة الهندية لفاسكو دي غاما، التي غيرت وجه العالم، من العديد من اللقاءات المغربية-البرتغالية، التي تركت آثارا في سبتة، وبوجدور، والقصر الصغير، وأصيلة، وطنجة، وآسفي، ومازاكان، والصويرة. وأبرزت بنيعيش أن هذا التراث المشترك يسلط الضوء على تركة أخرى خلفتها القرون السابقة، الموجودة فوق التراب البرتغالي، ومواقع تزخر بكنوز تشهد على العلاقات القوية، التي جمعت عبر قرون كلا البلدين، موضحة أن "تسليم هذا النموذج يذكر بهذه الحاجة الملحة إلى استعادة تراثنا الثقافي للمكانة التي يستحقها، ما يعني جسرا للالتقاء والانفتاح والحوار وتبادل بناء". من جانبه، أبرز رئيس اللجنة البرتغالية للتاريخ العسكري، الليوتنو جنرال ألكسندر دو سوسا بينتو، أن نموذج سفينة الشابوك المغربية يشكل مثالا للصداقة، وخطوة نحو تعزيز علاقات التعاون، التي توحد لجنتي التاريخ العسكري. وأشاد بجودة وتميز علاقات التعاون، التي تجمع بين المؤسستين، معربا عن آماله في تعزيزها أكثر. وأضاف أن وفدا عن اللجنة البرتغالية للتاريخ المشترك سيقوم قريبا بزيارة للمغرب، قصد بحث المبادرات، التي يتعين اتخاذها بغية تكثيف التعاون الثنائي بشكل أكبر، وتعتبر الشابوك، وهي سفينة ذات أشرعة ومجاديف، من أقدم السفن اللاتينية والعربية . وتضم سفينة الشابوك ثلاثة أشرعة، وجرى استعمالها لعدة قرون بحوض البحر الأبيض المتوسط كسفينة للنقل التجاري نظرا لسرعتها. حضر هذا الحفل، على الخصوص، صاحب السمو الملكي، دوم دورتي براغنسا، وإليسا بييس، كاتبة الدولة المكلفة بالمساواة، والكاتب العام للجنة البرتغالية للتاريخ العسكري، الكولونيل خوسي أطيد بانزول مانويل بيشا، ورئيس دائرة الصداقة البرتغالية -المغربية، إلى جانب عدة شخصيات من عالم السياسة والاقتصاد والثقافة.