حذر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إسرائيل من أنه "لن يدخل إلى غزة على دبابة إسرائيلية" خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع في نهاية 2008 وبداية 2009, كما أكد المفاوض الفلسطيني صائب عريقات في أقوال نقلتها قناة الجزيرة القطرية. وقال عريقات، وفق محضر لقاء مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل في الأول من اكتوبر2009 , إن "عاموس جلعاد (المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية) ذهب للقاء أبو مازن (محمود عباس) قبل الحرب". وأضاف "أبو مازن قال له انه لن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية. عاموس جلعاد شهد على ذلك. لقد كان صادقا". وكان عريقات يشرح قنوات الاتصال مع الجانب الإسرائيلي الذي قال إن ثقة الفلسطينيين به "معدومة". وقال عاموس جلعاد انه لم يبلغ في 2008 السلطة الفلسطينية بشأن الهجوم الوشيك على غزة. وفي وثيقة أخرى, قالت الجزيرة إن إسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية حظر حركة حماس. وأوضحت أن هذا الطلب جاء خلال محادثات بين مسؤول في الأمن الإسرائيلي هو يواف موردخاي وممثل السلطة الفلسطينية حسن عطا الله الذي وافق على مثل هذا الحل, حسب ما قالته الجزيرة. وتزايدت مشاعر الغضب بين الفلسطينيين، بعدما عمدت قناة الجزيرة إلى نشر عدد من الوثائق السرية المتعلقة بمفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية خلال العقد الماضي، وانقسم السخط بين السلطة الفلسطينية والقناة القطرية. وقد تؤدي الوثائق المسربة، وهي محاضر اجتماعات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وأمريكيين، لإضعاف الموقف السياسي لرئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، الذي أكد علانية مراراً تمسكه بالثوابت. وأظهرت سجلات التفاوض المسربة، أن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، "قد اقترح حلا غير مسبوق لتقسيم القدس والتخلي عن الحرم الشريف، وإخضاعه للجنة دولية مقابل السيادة على مساحات أكبر من المدينة القديمة في القدس"، كما أوردت القناة عن الوثائق بموقعها الإلكتروني. ومن جملة ما كشفت عنه هذه الوثائق العرض الفلسطيني للإسرائيليين بالتخلي عن مطالبهم بوقف بناء المستوطنات في القدسالشرقية، والتشارك في السيطرة على مناطق حساسة بما فيها منطقة المسجد الأقصى، وفرض شروط على عودة اللاجئين، وهي تفاصيل وضعت الجانب الفلسطيني في موقف حرج. ويبدي أحد الفلسطينيين امتعاضه من محتوى هذه الوثائق بالقول "المفاوضون الفلسطينيون فاشلون بسبب العناد الإسرائيلي وبسبب ضعف الموقف العربي وفرقة الفلسطينيين أنفسهم". من جهته، أكد الجانب الفلسطيني عزمه إقامة لجنة تحقيق حول هذه الوثائق التي تهدف برأي السلطة إلى زعزعة الوضع بشكل عام، خلال مؤتمر صحفي عقده ياسر عبد ربه. وفي بيان أصدرته الشبكة، قالت الجزيرة إنها تعلم الجدل الذي ستثيره مثل هذه الوثائق، إلا أن هدفها الرئيسي هو كشف الحقيقة لا إخفاؤها. ويأتي الكشف عن هذه الوثائق في وقت تحاول السلطة الفلسطينية إقناع العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. يقول الصحافي الفلسطيني زياد أبو زياد "الطريقة الوحيدة أمام السلطة الفلسطينية للخروج من هذا المأزق هو إدارة شؤونها من موقف قوي وإنهاء الفرقة بين حماس وفتح". وفي مدينة رام الله، أحرق فلسطينيون غاضبون شعار قناة الجزيرة القطرية، احتجاجا على الحملة التي تشنها القناة على القيادة الفلسطينية، من خلال نشرها ما أسمته 'وثائق سرية' حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الشعارات "ساوت في معظمها بين قناة الجزيرة وإسرائيل، وأشارت لرعاية الجزيرة للانقسام العربي، إضافة للإشارة للتوقيت المشبوه لنشر الوثائق من قبل الجزيرة".