ترى اسرائيل انها قامت بما يلزم لاستئناف عملية السلام عبر اقتراحها تجميدا جزئيا للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة وحملت الفلسطينيين مسؤولية اي استمرار لتوقف المفاوضات. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الخميس "الكرة الان في الملعب الفلسطيني وسنرى ما سيحصل"، وذلك غداة اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تعليقا موقتا لاعمال البناء الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية. وبالنسبة للقادة الاسرائيليين فان هذا التعليق لمدة عشرة اشهر الذي اعتبروه "شجاعا ولا سابق له" هدفه اقناع الفلسطينيين باستئناف الحوار المتوقف منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في نهاية 2008. لكن هذا التعليق الذي اعلن عنه محدود واعتبره الفلسطينيون على الفور بانه غير كاف. وهو لا يشمل الورش القائمة (ثلاثة الاف مسكن) ولا اعمال البناء في المباني العامة مثل المدارس والكنس ولا خصوصا القدسالشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها في حزيران/يونيو 1967. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي الذي يرئس حزبا قوميا "فعلنا كل ما يمكن من اجل ابو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس). الحكومة قدمت عروضا لا سابق لها". واضاف "اذا كان ابو مازن يريد فتح مفاوضات فليفعل ذلك. من جانبنا لقد قدمنا حصتنا". وحذر ليبرمان من انه بعد انتهاء فترة التجميد "ستستانف اسرائيل سياسة الحكومات السابقة ليتمكن الاسرائيليون من سكان المستوطنات من ان يعيشوا حياة طبيعية". من جهته عبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من حزب العمل عن الامل في استئناف المفاوضات. وقال "ذلك لن يحصل غدا لكن المهم بالنسبة الينا هو ان يرد الاميركيون ايجابا. انهم يريدون بدون شك التشاور مع الطرفين وتقديم اقتراحاتهم في الاسابيع المقبل". وفي واشنطن رحبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون باعلان الحكومة الاسرائيلية مؤكدة في الوقت نفسه ان ذلك "سيساعد على التقدم نحو حل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني". في المقابل فان الاقتراح الاسرائيلي رفضه الفلسطينيون. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "لا جديد في خطاب نتانياهو ولم يقدم اي صيغة لاستئناف المفاوضات معنا". ويعتبر الفلسطينيون ان مسالة الاستيطان في القدسالشرقية غير قابلة للتفاوض. ومبادرة نتانياهو التي تحظى بتاييد الرأي العام، لاقت اصداء مشككة لدى المحللين. ومن اليمين، انتقد كاتب افتتاحية في صحيفة "يديعوت احرونوت" الشعبية "الربط بين تجميد البناء في المستوطنات والاتفاق الذي يجري التفاوض حوله مع حماس" للافراج عن الجندي جلعاد شاليط المحتجز مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين. وقال "في الحالتين يعطي الاسرائيليون ولا يتلقون شيئا او ينالون اقل بكثير في المقابل". ومن جانب اليسار اعتبرت صحيفة "هآرتس" ان نتانياهو "تمكن (موقتا) من احالة المسالة الى الرئيس محمود عباس". واضاف "لكن اي عملية سلام لن تنتج عن كل ذلك".