يواصل الجيش الاسرائيلي الهمجي هجومه على قطاع غزة لليوم الحادي والعشرين على التوالي الذي ادى الى سقوط اكثر من 1130 قتيل فلسطيني وسط تسارع في الجهود الدبلوماسية لايجاد مخرج للازمة. واعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية ان المفاوض الاسرائيلي عاموس جلعاد سيعود اليوم الجمعة الى القاهرة لمناقشة خطة مصرية تنص على وقف لاطلاق النار في القطاع. وقال قيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لوكالة فرانس برس الجمعة ان حماس اقترحت وقفا لاطلاق النار لمدة سنة مع اسرائيل قابلا للتجديد مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية وتعليق الحصار المفروض على القطاع. ووردا على سؤال عما اذا كانت حماس طرحت فكرة الهدنة لمدة سنة مع اسرائيل صرح نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابو مرزوق في اتصال اجري معه في دمشق ان "هذا ما طرحناه" خلال اجتماع وفد الحركة مع السلطات المصرية في القاهرة. واوضح "ننتظر رد المصريين بعد ما تكلموا مع عاموس جلعاد" الموفد الاسرائيلي الذي زار مصر الخميس. واجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مشاورات مساء الخميس مع الوزراء الرئيسيين في حكومتيه ومسؤولي وزارة الدفاع بعد ساعات على عودة جلعاد من القاهرة حاملا تفاصيل الخطة المصرية. وقالت رئاسة الحكومة الاسرائيلية "بعد سلسلة جديدة من المناقشات سنقرر مدى ضرورة دعوة الحكومة الامنية" الاسرائيلية الى الانعقاد. والحكومة الامنية الاسرائيلية هي السلطة الوحيدة المخولة قبول اتفاق لوقف الهجوم. لكن مصدرا حكوميا اسرائيليا قال لفرانس برس ان "فرص انعقادها (الحكومة الامنية) قبل السبت ضئيلة". وكانت مصر اعلنت قبل ذلك ان اسرائيل قبلت خطتها لوقف اطلاق النار لكن الدولة العبرية اوضحت انها لم تتخذ بعد اي قرار في هذا الشأن. وميدانيا قتل احد ابرز قادة حركة حماس سعيد صيام الخميس في غارة على غزة حيث استهدف القصف الاسرائيلي ايضا مجمعا للامم المتحدة ومبنى يضم اعلاميين ومستشفى ما اثار موجة استياء في العالم. وقتل سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة في غزة مع ابنه محمد وشقيقه اياد في غارة جوية على شمال مدينة غزة. وقالت حماس ان خمسة اشخاص اخرين قضوا ايضا في الغارة. واكد الجيش الاسرائيلي هذا الهجوم. وصيام هو ابرز مسؤول في حماس يقتله الجيش الاسرائيلي منذ بدء الهجوم العسكري على قطاع غزة في 27 كانون الاول/ديسمبر. وكانت القوات الاسرائيلية قتلت في اول كانون الثاني/يناير قياديا اخر في الحركة هو نزار ريان في شمال القطاع. وقد شكل في 2006 "القوة التنفيذية" التي لعبت دورا حاسما في العملية التي قامت بها حماس لفرض سيطرتها على قطاع غزة وطرد القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكثف الجيش الاسرائيلي الخميس عمليات القصف وقام بتوغل عميق داخل احد احياء مدينة غزة حيث اصطدمت الدبابات الاسرائيلية بالمقاتلين الفلسطينيين. وطاولت الهجمات داخل غزة مجمعا لوكالة الاممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) اضافة الى مستشفى ومبنى يضم مكاتب لوسائل اعلام مختلفة. واصيب ثلاثة موظفين في الاونروا جراء هذا القصف وعلقت الوكالة عملياتها بعدما اتى حريق على العديد من مستودعاتها. واكد المتحدث باسم الاونروا عدنان ابو حسنة ان الحريق التهم عشرات الاطنان من المساعدات الانسانية مقدرا قيمة الخسائر بعشرات ملايين الدولارات. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "صدمته" لهذا القصف. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اكد ان اسرائيل كانت ترد على نيران كان مصدرها مجمع المنظمة الدولية. واعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن "قلقها البالغ" للوضع الانساني في غزة واجرت اثر قصف مقر الاممالمتحدة اتصالات بالقادة الاسرائيليين. بدورهم ابدى اعضاء مجلس الامن الدولي "قلقهم الشديد" حيال الضربات الاسرائيلية فيما اعتبرت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي انها "غير مقبولة". كذلك دان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وفرنسا هذا لتصعيد. وقتل خمسون فلسطينيا على الاقل في غارات وقصف مدفعي اسرائيلي الخميس بينهم امراة واطفالها الثلاثة في شمال قطاع غزة وفق مصادر فلسطينية. في الوقت نفسه/ استمر اطلاق الصواريخ من غزة. وقالت فرق ادفاع المدني والجيش ان 25 قذيفة سقطت في جنوب اسرائيل مما اسفر عن اصابة خمسة اشخاص بجروح. ومنذ بداية الهجوم على غزة قتل 1105 فلسطينيين بينهم 355 طفلا ومئة امراة واصيب اكثر من 5130 اخرين بحسب مديرية الاسعاف والطوارىء في غزة. واورد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة ان 65 في المئة من القتلى مدنيون. وفي الجانب الاسرائيلي قتل عشرة جنود وثلاثة مدنيين. ودعت حماس الفلسطينيين الى "يوم غضب" جديد الجمعة عبر تنظيم تظاهرات مناهضة لاسرائيل وكذلك حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي اجراء وقائي اغلق الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية من الساعة 0022 من الخميس الى الساعة نفسها من السبت. على الصعيد الدبلوماسي تتوجه وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى واشنطن الجمعة لابرام اتفاق يهدف الى منع تهريب الاسلحة بين مصر وقطاع غزة. واكدت رايس الخميس انها "تعمل" على اتفاق مع اسرائيل وشركاء اقليميين لتسهيل وقف لاطلاق النار بدون تحديد مضمونه. وعبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وممثل اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط توني بلير اثر لقاء في باريس عن تفاؤلهما في التوصل الى وقف لاطلاق النار. المصدر : وكالات