أفادت مصادر جمعوية أن معاناة النقل في كلاز المركز ستنتهي في مارس المقبل، بعد نهاية أشغال بناء القنطرة المؤقتة، التي بدأت يوم 5 يناير الجاري، إذ تشير اللوحة الإشهارية للأشغال إلى أنها ستستغرق شهرين، إذا كانت الظروف ملائمة. جانب من عبور الوادي بقارب بجماعة 'كلاز' (خاص) قال عمر حداد، المدير الإقليمي للتجهيز بتاونات، ل"المغربية"، إن تجهيز القنطرة سيتستغرق شهرا ونصف الشهر، وأن القنطرة المؤقتة المطلة على واد امزاز، ستكون جاهزة في مارس المقبل، موضحا أن الأشغال الحالية تجري بوتيرة سريعة، إذ يجري الاعتماد على فريقين من العمال. وذكر حداد أن التدابير اللازمة لتجاوز القنطرة المطلة على واد امزاز بجماعة كلاز، التي سقطت يوم 30 نونبر الماضي، انطلقت مباشرة بعد الحادث، وأن دراسة بناء قنطرة مؤقتة لم تستغرق سوى شهر واحد، وهو في نظره وقت وجيز، إذ أن مثل هذه الدراسات تستغرق عادة سنة واحدة. وأضاف أن هذه القنطرة المؤقتة يمكن استعمالها من طرف جميع وسائل النقل، ما يفيد أنها ستنهي المعاناة الحالية لسكان الجماعة نفسها والدواوير المجاورة لها. وعن معاناة سكان المنطقة، قال سمير لزعر، المنسق المحلي لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجماعة كلاز المركز، ل"المغربية"، "إن سوق الثلاثاء الأسبوعي شبه فارغ من المواد الاستهلاكية، بسبب ضعف البضاعة الموجهة إليه، موضحا أن سقوط قنطرة واد امزاز حال دون وصول البضاعة". وأضاف لزعر أن شاحنات نقل الخضر تضع البضاعة في الجانب الآخر من واد امزاز، ليجري نقلها عبر الجرارات، ما يرفع تكلفة نقلها إلى السوق الأسبوعي. ويبلغ سعر النقل بالجرار بين الضفتين مائة درهم للرحلة الواحدة. ويعتمد حاليا السكان البعيدون عن كلاز المركز على أسواق أحد غفساي وسبت أوردزاغ وخميس جماعة سيدي المخفي وأحد عين عايشة، فيما يعاني سكان الدواوير النائية ارتفاع أسعار الخضر وبعض المواد الأساسية، خاصة قنينات الغاز. وتتراوح الزيادة في المواد الاستهلاكية، خاصة الخضر، بين درهم وثلاثة دراهم، فيما ترتفع سعر قنينة الغاز الكبير من 40 درهما إلى 60 درهما، وقنينة الغاز الصغيرة من 10 دراهم إلى 25 درهما، بالدواوير النائية وفي الجبال العالية، خاصة دواوير لحجوج، والبوهادي، وبني بوزولات، وبوليت، وتيزغن، وعين زمزم. وارتفعت المسافة الفاصلة بين جماعة كلاز المركز وعدد من المؤسسات التعليمية، حسب لزعر، بعد سقوط القنطرة وتحويل الطرق المؤدية إليها، إذ يوجد بعض التلاميذ، الذي يقطعون مسافة 120 كيلومترا، ما أثر على تكاليف النقل، التي ارتفعت من 10 دراهم في بعض الحالات إلى 50 درهما، خاصة المتوجهون من كلاز المركز إلى عين عايشة، كما ارتفع سعر التنقل بين كلاز وفاس من 30 إلى 80 درهما. وأوضح لزعر أن هذا الارتفاع لا يعود لانهيار القنطرة فقط، بل يلاحظ، أيضا، خلال ارتفاع منسوب واد امزاز، والفيضان. تكاليف العزلة أشارت "المغربية"، في عدد سابق، إلى أن انهيار قنطرة واد أمزاز بجماعة كلاز بتاونات عزلت أزيد من 18 ألف مواطن، منذ نهاية نونبر الماضي، وطالب سكان الدواوير التابعة للجماعة بفك العزلة، وتوفير وسائل النقل، إضافة إلى تحسين الخدمات الاجتماعية. وأضافت المصادر نفسها، في اتصال مع "المغربية"، وأن المتضررين نظموا وقفة احتجاجية، أمام العمالة، بعد مرور أزيد من شهر على سقوط القنطرة. وقال محمد أولاد عياد، فاعل جمعوي، ل"المغربية"، إن العزلة مست حوالي 18 ألفا و470 مواطنا، بعد انهيار القنطرة، موضحا أن سقوطها كان نتيجة ارتفاع منسوب مياه الواد، بعد التساقطات المطرية، التي مست المنطقة أواخر نونبر الماضي. وأضاف أن السكان يعتمدون، حاليا، في التنقل إلى الجانب الآخر من الوادي، على قارب صغير، مقابل أسعار تتراوح بين 5 و10 دراهم. وعبر سكان الدواوير، التابعة لجماعة كلاز، في عريضة احتجاجية مذيلة بتوقيعاتهم، توصلت "المغربية" بنسخة منها، عن استيائهم من إهمال أوضاعهم، واستمرار معاناتهم، في ظل غياب تدخل المسؤولين عن المنطقة لتحسين أوضاعهم. كما استنكروا التهميش والعزلة المضروبين عليهم لمدة أعوام، مشيرين إلى تفاقم أوضاعهم، بسبب ضعف الخدمات الاجتماعية، خاصة على مستوى الصحة والتعليم والماء الصالح للشرب والكهرباء والتنقل.