أكد الأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين، أوليفييرو ديليبيرتو، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، أن من شأن تطبيق مقترح الحكم الذاتي في الصحراء ضمان السلم والاستقرار في المنطقة. وأوضح ديليبيرتو، في تصريح للصحافة، عقب مباحثات أجراها مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، أن حزبه يتبنى تحليلا جيوسياسيا يؤكد على ضرورة الحفاظ على سيادة المغرب، وتطبيق مقترح الحكم الذاتي في الصحراء. كما أكد المسؤول الحزبي الإيطالي أن الحزبين تجمعهما العديد من نقاط الالتقاء والتطابق، معتبرا أنه لا ينبغي فقط النضال وممارسة المعارضة من أجل العدالة الاجتماعية، بل كذلك المشاركة في الحكومة. من جهة أخرى، أعلن ديليبيرتو أنه جرى الاتفاق، خلال هذه المباحثات، على تنظيم ندوة متوسطية تضم جميع قوى اليسار في المنطقة المتوسطية. من جانبه، أكد بنعبد الله، في تصريح مماثل، أن هذه الندوة الدولية، التي من المزمع عقدها بالمغرب، ستناقش قضايا الاستقرار والتنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والوحدة الترابية والسيادة الوطنية بالنسبة للمحيط المتوسطي. وأوضح بنعبد الله أن هذه الندوة، التي ستعرف مشاركة العديد من القوى اليسارية والعمالية في المحيط المتوسطي، تعد خطوة ستنير الطريق بالنسبة لبعض القوى اليسارية الأوروبية الأخرى، خاصة في علاقتها مع المغرب. كما أشاد المسؤول الحزبي المغربي بالمواقف المتميزة والعقلانية والواقعية لديليبيرتو وحزبه، في ما يتعلق بما يجري في العالم من تطورات والأوضاع في إيطاليا وقضية الجالية المغربية، وكذا أهمية العلاقات بين المغرب وإيطاليا. ونوه، أيضا، بموقف حزب الشيوعيين الإيطاليين من قضية الوحدة الترابية للمغرب، مشيرا إلى أن الحزب يؤكد أهمية مقترح الحكم الذاتي والحل السياسي اللذين يقترحهما المغرب، لأنه يرفض أن يكون هناك تقسيم لأي دولة من الدول المغاربية. وأبرز بنعبد الله أن هذا الحزب مقتنع بأن مصلحة هذه الدول وشعوبها تكمن في أن تسير بخطى حثيثة نحو توحيد جهودها وطاقاتها، وبالتالي فإن التحليل الرزين يقتضي اليوم مساندة مقترح الحكم الذاتي المغربي. ويقوم الأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين، المنبثق عن الحزب الشيوعي الإيطالي، حاليا، بزيارة للمغرب بدعوة من حزب التقدم والاشتراكية. يذكر أن الحزب تأسس سنة 1998، متخذا من استقلالية اليسار، داخل الوسط اليساري الموحد، استراتيجية له، ويشارك في الحكومة الحالية (حقيبة واحدة)، ويتوفر على نائبين في البرلمان الأوروبي ينتميان إلى اليسار الموحد الأروبي واليسار الأخضر. من جهتها، أجرت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، مباحثات مع الأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية. وأكدت أخرباش، في تصريح صحفي، أن اللقاء بين الجانبين شكل مناسبة "لإثارة مسألة حقوق الإنسان المرتبطة أساسا بحماية حقوق الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، سيما أن ثمة تعاونا مغربيا إيطاليا مهما على هذا الصعيد". وأشارت إلى أن الجانبين أبرزا، أيضا، "الدينامية الحقوقية المغربية ومصاحبتها من طرف الاتحاد الأوروبي في إطار الشراكة المغربية الأوربية"، معتبرة، في هذا السياق، أن "إيطاليا تعد فاعلا أوروبيا مهما". وتابعت أخرباش أن هذا اللقاء شكل، أيضا، مناسبة للوقوف "عند الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف"، مبرزة أن المحتجزين بهذه المخيمات محرومون من حرية التعبير والرأي ومن الحماية الدولية". وأشارت، في هذا السياق، إلى أن هؤلاء لم يسجلوا لحد الآن من طرف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين". من جهته، قال ديليبرتو، وهو أيضا متحدث باسم فيدرالية اليسار في إيطاليا، إن زيارته إلى المغرب مكنته من التعرف على "دولة متقدمة جدا بخصوص العديد من القضايا، من قبيل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحرية الصحافة، وحرية التعبير". وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، قال الأمين العام لحزب الشيوعيين الإيطاليين إنه "ضد التقسيم والاستقلال في المنطقة، وندافع بشكل قوي عن حكم ذاتي متقدم كما هو الحال في إسبانيا". وأضاف "على الدول القطرية أن تحافظ على وحدتها، لأنها إن تخلت عنها فهذا يعني تفتيتها، وفتح الباب أمام الصراعات بين الإثنيات والأديان، وبالتالي عدم الاستقرار ليس في المنطقة فحسب، ولكن في البحر الأبيض المتوسط وفي العالم برمته".