استقبل مئات الأشخاص يتقدمهم الزعيم الجنوبي، سلفا كير، أمس الثلاثاء، الرئيس السوداني، عمر البشير، عند وصوله إلى جوبا في زيارة نادرة للجنوب، قبل خمسة أيام من الاستفتاء حول مصير هذه المنطقة. سكان جنوب السودان يترقبون لحظة الاستفتاء (أ ف ب) وكان في استقبال البشير عند هبوط الطائرة، سلفا كير، يرافقه عدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين وحرس الشرف المكون من جنود شماليين وجنوبيين. وكان وزير الإعلام الجنوبي، برنابا ماريال، قال في وقت سابق "سنخصص له استقبالا حارا". وأضاف "كثيرون قدروا تصريحاته التصالحية الأخيرة. طلبنا من شعبنا أن يكون مضيافا ووديا لأنه لا وجود لمنافسة هنا". وكان الرئيس السوداني تعهد الأسبوع الماضي المساعدة على بناء "دولة آمنة ومستقرة" في الجنوب إذا اختارت المنطقة الاستقلال في اقتراع التاسع من يناير الجاري. وقال البشير "نقول لإخواننا في الجنوب هناك الكرة في ملعبكم والقرار عندكم إن قلتم وحدة أهلا وسهلا وإن قلتم انفصالا، أيضا أهلا وسهلا". وأضاف "لن نعترض على قرار الإخوة الجنوبيين، وسنساعدهم على بناء دولتهم ونريدها دولة آمنة ومستقرة، لأنه لو حدثت فيها مشاكل ستأتينا". وكانت المسؤولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان (المتمردون الجنوبيون السابقون) آن ايتو، قالت إن "هذه الزيارة ستسمح له بجس نبض تطلعات الشعب وسيلاحظ بطريقة سلمية خيار الجنوب". ونشرت قوات أمنية كبيرة في جوبا عاصمة الجنوب قبل وصول الرئيس السوداني بينما يجوب جنود مسلحون في الشوارع. وعند مدخل المطار، رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان"، و"نرحب بكم في الدولة 391". من جهتها، أعربت بكين، أمس الثلاثاء، عن الأمل في أن يجري الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان المقرر إجراؤه من 9 إلى 15 يناير الجاري، في هدوء وشفافية وأن يتيح الحفاظ على استقرار البلاد. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية هونغ ليي إن "الصين تأمل أن يجري الاستفتاء في ظروف عادلة وحرة وشفافة وسلمية وان تلتزم كافة الأطراف المعنية بالسلام واستقرار السودان". وأضاف في لقاء مع الصحافيين، أن الصين سترسل بعثة مراقبة انتخابية، حيث يتوقع، أيضا وصول مراقبين أميركيين وأوروبيين وأفارقة وعرب. وينجز استفتاء جنوب السودان ما نص عليه اتفاق السلام الشامل، الذي وضع حدا لأكثر من عقدين من حرب أهلية بين شمال وجنوب السودان أسفرت عن سقوط مليوني قتيل بين 1983 و2005 . وأعلنت اللجنة المسؤولة على تنظيم الاقتراع، أول أمس الاثنين، أن اللوائح الانتخابية تشمل نحو أربعة ملايين ناخب. ويحق لمواطني جنوب السودان التصويت حتى وان كانوا يعيشون في شمال البلاد أو خارجها في هذا الاقتراع، الذي قد يؤدي إلى انقسام أكبر بلد إفريقي. وتقيم الصين علاقات مميزة مع السودان، الذي يستوعب اكبر الاستثمارات الصينية في إفريقيا وهو ثالث شريك تجاري لبكين في القارة. من جهته، أعلن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، حسن الترابي، أن رؤساء الأحزاب السودانية المعارضة اتفقوا على الإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير سلميا. وقال الترابي للصحافيين في الخرطوم، مساء أول أمس الاثنين، إن "رؤساء الأحزاب السودانية أجمعوا بعد أن طال أمد الحوار ثنائيا وجماعيا مع النظام، وبعد أن تأكدوا أن الانتخابات، التي أجريت لا رجاء فيها أصلا كمنهج ديمقراطي لتعاقب الأنظمة أجمعوا على الإطاحة بالحكم". وأضاف أن "رؤساء الأحزاب اتفقوا على التغيير، لكن ليس بالسلاح بل عبر الشعب"، مؤكدا أن "هبة الشعب السوداني القادمة، لن تكون في الخرطوم وحدها بل سيقوم السودان كله". وأوضح أن "لجانا فرعية كلفت أن تهيئ بعد ظهور نتيجة الاستفتاء مباشرة لرؤساء الأحزاب السياسية الأساليب والمناهج، التي سوف تتخذ للإطاحة بالحكم".