اعتقل المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بالجديدة، صباح أول أمس السبت، 14 مستخدما، يعملون لدى شركة متخصصة في ترويج علف الدواجن، في جماعة البئر الجديد، على بعد 50 كيلومترا، شمال الجديدة، إثر الاشتباه في تورطهم في اختلاس حوالي مليارين و100 مليون سنتيم. وعلمت "المغربية" أن المحققين فتحوا بحثا، بناء على شكاية، كان تقدم بها صاحب الشركة، بعد أن أجرى، في دجنبر الماضي، تدقيقا وجردا لمالية شركته، برسم سنة 2010، ما كشف عن اختلاس مبلغ، حدد في مليارين و100 مليون سنتيم. وانتقلت الضابطة القضائية لدى السرية، الخاضعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، إلى مركز البئر الجديد، أول أمس السبت. وقالت مصادر أمنية إن المحققين راهنوا على عنصر المباغتة، فضبطوا سائق شاحنة، متلبسا بتسلم وصل من مستخدم آخر، عند مدخل المعمل، يفيد بتفريغ الحمولة في خزان الشركة، لكن ذلك لم يحصل. وأسفرت التحريات الميدانية عن أن حمولة الأعلاف، التي جرى اقتناؤها من مدينة مكناس، حولت إلى شخص بالدارالبيضاء، عوض وجهتها الأصلية. وأفضى البحث إلى اعتقال 14 مستخدما، يشتبه في تورطهم في عمليات سرقة ضخمة. وحاول بعض المتورطين إرشاء الضابطة القضائية بمبلغ مالي مهم، جرى حجزه. ووضع المحققون الأظناء رهن الحراسة النظرية، التي جرى تمديدها، أمس الأحد، ب 24 ساعة، بغية استكمال إجراءات البحث، التي قد تشمل مستخدمين آخرين، من أصل 80 مستخدما يعملون لدى شركة العلف الحيواني بالبئر الجديد. وانتقلت عناصر من المركز القضائي بالجديدة إلى الدارالبيضاء، وداهمت محلا، كشف عنه المشتبه بهم، الذين كانوا دأبوا على تحويل اتجاه الشاحنات القادمة إليه من مكناس، بغية إفراغ حمولاتها من العلف، واقتسام الغنيمة في ما بينهم. وإثر عملية تفتيش، ضبط المحققون كميات مهمة من العلف المختلس، فيما لاذ صاحب المحل بالفرار إلى وجهة مجهولة، وأصدر المركز القضائي في حقه مذكرة بحث وتوقيف. وتزامنت هذه النازلة مع نازلة مماثلة، وقعت فصولها على بعد 20 كيلومترا جنوب مركز البئر الجديد، وتحديدا بتراب جماعة اثنين اشتوكة. وتكللت تحريات ميدانية، باشرتها الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بأزمور، باكتشاف عمليات سرقة ضخمة، كانت استهدفت شركة لعلف الدواجن، ويشتبه في تورط 10 أشخاص فيها. وتفجرت القضية إثر خلاف وسوء تفاهم بين المشتبه بهم، ما حدا بأحدهم إلى إشعار صاحب الشركة المستهدفة بالسرقات، التي تعرض لها دون علمه، فرفع بدوره شكاية في الموضوع. ومكن البحث، الذي باشرته الضابطة القضائية، من اعتقال مستخدمين اثنين، وسائق من خارج الشركة، كان يتكلف بنقل العلف خلسة، على متن شاحنة مكتراة، بمعية شخص آخر، يتحدر من زاوية سيدي إسماعيل، جرى إيقافه، في حين يتواصل البحث عن شخصين آخرين، كانا يتعاونان مع الأخير، ويوجدان في حالة فرار. وبدلالة من المشتبه بهم، الذين جرى وضعهم رهن الحراسة النظرية، انتقل المحققون، صباح أول أمس السبت، إلى الجديدة، واستقدموا 4 أشخاص، كانوا يقتنون علف الدواجن المسروق، وضبط بحوزتهم، داخل محلاتهم التجارية، طن و600 كيلوغرام من علف الديك الرومي، جرى حجزها، وإرجاعها إلى صاحب الشركة. وفور استكمال التحريات وإجراءات البحث، أحالت الفرقة الترابية، أمس الأحد، المشتبه بهم الثمانية على النيابة العامة.