أمر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء، مساء أول أمس الخميس، باعتقال نورالدين رياضي، من مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالبرنوصي، ومحمد الدليمي، منسق الشبكة الجهوية للتضامن وحقوق الإنسان بجهة الدارالبيضاء الكبرى، وعبدون الغليمي، من داخل المحكمة، وحدد يوم 21 دجنبر الجاري موعدا لأولى جلسات المحاكمة. وذكرت مصادر حقوقية أن اعتقال الناشطين الحقوقيين جاء على خلفية تعبيرهما عن تضامنهما السلمي مع ناشطين آخرين، اعتقلوا، الثلاثاء الماضي، من طرف أمن حي أناسي، بعد مساندتهم لأحد سكان الحي الصفيحي "جردة علال"، علي بهمة، في سيدي مومن، بالدارالبيضاء، بعد تمزيق خيمة بلاستيكية اتخذها مسكنا رفقة عائلته، إثر هدم منزله الصفيحي، ومع مواطن آخر، يدعى مصطفى حجلي، هدم منزله، وألقي به في الشارع. وأضافت المصادر نفسها أن "تهما ثقيلة، هي تخريب ممتلكات الدولة، والاعتداء على عون سلطة" تلاحق نورالدين رياضي، ومحمد الدليمي، وعبدون الغليمي، رفقة ناشطين حقوقيين آخرين، اعتقلا الثلاثاء الماضي، هما أحمد بوسنة، وحسن بوحداد، إضافة إلى المراسلين الصحافيين، بوشعيب النوري، ومحمد الحيان، ومواطن متضرر من عملية الهدم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن وقفة احتجاج نظمت، صباح أول أمس الخميس، أمام المحكمة الابتدائية عين السبع، تزامنا مع محاكمة المعتقلين، المنتمين إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي، والشبكة الجهوية للتضامن وحقوق الإنسان بالدارالبيضاء، شارك فيها أزيد من 300 شخص من سكان الصفيح، وفعاليات جمعوية. ورفع المحتجون شعارات طالبوا من خلالها ب"الحد من المحاكمات المجانية"، وأدانوا "الإفراغات والمحاكمات، التي تطال البسطاء، وسياسة الكيل بمكيالين في تطبيق القانون". وتعود ملابسات هذه القضية، حسب مصادر مقربة من الملف، إلى يوم الثلاثاء الماضي، بعد تضامن مجموعة من الحقوقيين مع المواطن علي بهمة، إثر تمزيق خيمة بلاستيكية اتخذها مسكنا رفقة عائلته، ومع المواطن مصطفى حجلي، الذي هدم منزله، وبعد تلبية لقاء مع المسؤولين عن الملحقة الإدارية 71، بكاريان الرحامنة، لم يتوصل الطرفان فيه إلى نتيجة. وأضافت المصادر أنه، بينما كان المتضامنون يغادرون مكان الاحتجاج، لاحظوا أمتعة علي بهمة ملقاة في أحد أركان الملحقة، ما دفع بعضهم إلى المطالبة بإرجاعها إلى مكانها، الأمر الذي أثار حفيظة بعض أعوان السلطة، الذين "اعتدوا على بعض المتضامنين، وجردوا بعض مراسلي الجرائد الوطنية من آلات التصوير، وكسروا إحدى الواجهات الزجاجية للمقاطعة، وتظاهر أحدهم بالإغماء، من أجل تلفيق تهم ثقيلة للجميع، والزج بهم في السجن".