اتهم دفاع ميمون السوسي، أحد المتهمين ضمن شبكة الاتجار الدولي في المخدرات الصلبة (الكوكايين)، التي مثل أفرادها أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، صباح أمس الثلاثاء، رجال الأمن بتعريض موكله للتعذيب خلال مرحلة التحقيق. وقال الدفاع إن "التعذيب الذي تعرض له موكله، جعله يصرح بأشياء لم يرتكبها، ولا يعي مضمونها". وذكر الدفاع أنه طلب من قاضي التحقيق "التحري حول هذا الأمر، خصوصا أنه لاحظ أن موكله لا ينام إلا بالاستعانة بحبوب منومة لنسيان ما تعرض له من تعذيب"، مؤكدا أن "موكله يحظى بسمعة طيبة وسط حيه، ولم يسبق أن تاجر في المخدرات الصلبة"، طالبا له البراءة من جميع التهم المنسوبة إليه. وكان ممثل النيابة العامة طالب، أخيرا، بإنزال أقصى العقوبات في حق جميع المتابعين في الملف "نظرا للأفعال الإجرامية الخطيرة، المرتكبة من طرفهم". وقال ممثل النيابة العامة في الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف، إن "تصريحات المتهمين أمام عناصر الشرطة القضائية تؤكد صحة التهم المنسوبة إليهم، وتهم الإرشاء والارتشاء ثابتة في حق مديري السجن والمتهم بتزوير البطاقة البيومترية الخاصة بالسوسي"، مشيرا إلى أن "الاتجار الدولي في المخدرات ثابت في حق عدد من المتهمين بالحجة والدليل". ويتابع في الملف خمسة متهمين رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي عكاشة، بينما يتابع ثلاثة آخرون في حالة سراح، ويتعلق الأمر ب (م.ي)، مدير سابق بسجن الناظور، و(م.ع)، مدير سابق لسجن زايو، فضلا عن (م.د)، عون سلطة. وكان المتهم السوسي نفى أثناء الاستماع إليه من طرف الهيئة التهم الموجهة إليه، وأنكر أن يكون زعيما لشبكة تنشط في الاتجار الدولي أو الوطني في المخدرات، فضلا عن إنكاره علاقته بضابط أمن ممتاز بالعاصمة الرباط، متابع على خلفية تمكين السوسي من البطاقة الوطنية للتعريف، بناء على بيانات وشهادات مزورة. يذكر أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أوقفت السوسي، أحد المبحوث عنهم، بموجب مذكرات بحث وطنية ودولية، بعد فراره بطريقة هوليودية من السجن الفلاحي بزايو، بإقليم الناظور، في ماي 2008، عندما كان يقضي عقوبة سجنية، عقب إدانته من طرف محكمة الاستئناف بالحسيمة، بعشر سنوات سجنا، لتورطه في الاتجار في المخدرات. وحسب التحقيقات الأولية، التي أجريت تحت إشراف عبد الله العلوي البلغيثي، الوكيل العام للملك بالبيضاء، فإن المدعو تيتو، واسمه محمد (ق)، المتابع في ملف "شبكة الجوهري" بتهمة التزوير في وثائق إدارية، وانتحال هوية، وتسهيل هروب سجين، شارك في عملية فرار السجين السوسي، بناء على ما ورد في مسطرة مرجعية سابقة، وهو التصريح الذي أكده موظف بالسجن الفلاحي بزايو، عاين فرار السجين على متن سيارة رباعية الدفع، كان يتولى"تيتو" قيادتها. وجاء في إحدى المساطر المرجعية للشرطة القضائية بالناظور أن سيارتين آزرتا "تيتو" في فرار السوسي، الأولى من نوع "مرسيديس"، كان يتولى قيادتها (ح.ق)، أحد المساعدين ل "تيتو"، أما الثانية، فهي من نوع "ب.م إكس 5"، وكان يتولى قيادتها السجين الهارب. وجاء إيقاف السوسي بعد ورود اسمه، خلال تحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عقب تفكيك "شبكة الجوهري"، كما ذكر اسمه خلال تحقيقات الشرطة القضائية بالناظور، على اعتبار أنه أحد أعضاء شبكة للاتجار وتهريب المخدرات في اتجاه إسبانيا، انطلاقا من جزيرة "مارتشيكا"، قرب شواطئ الناظور.