جرى، أول أمس الأربعاء، بدوار بوروطة بجماعة بويا عمر القروية، التابعة لقيادة الصهريج بدائرة العطاوية، بإقليم قلعة السراغنة، تشييع جثمان رجل الأمن علي الزعري، أحد شهداء أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون. وجرى تشييع جنازة الشهيد علي الزعري، بحضور محمد نجيب بن الشيخ، عامل الإقليم، وعدد من سامي ضباط أسرة الأمن الوطني، والمنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، وجمهور غفير من أقارب الفقيد وسكان المنطقة. وقبل ذلك، أقيم حفل تأبيني جرى خلاله الترحم على روح الفقيد، والتنويه بخصاله النبيلة وما عرف به من جدية وطيبوبة وإخلاص في التعامل، وما تحلى به من استماتة في أداء واجبه الوطني، وتفانيه في العمل من أجل خدمة الصالح العام، واختتم بالدعاء الصالح للفقيد ولرفاقه شهداء الواجب الوطني، الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل الوطن ودفاعا عن وحدته ومقدساته. وأبلغ عامل الإقليم بهذه المناسبة أرملة الفقيد وذويه، تعازي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومشاطرته لهم أحزانهم وآلامهم في هذا المصاب الجلل. كما قدم لأرملة الشهيد هبة ملكية، تعبيرا من جلالة الملك عن دعمه ومواساته لأسرته. وبعد أداء صلاة الجنازة، شيع جثمان الفقيد محفوفا بالعلم الوطني إلى مثواه الأخير، بمقبرة الجماعة، في موكب جنائزي مهيب تقدمته تشكيلة من أفراد أسرة الأمن الوطني، بمشاركة الشخصيات الحاضرة، وجمهور غفير من المواطنين. وأكد عمر الزعري، والد الفقيد، ووالدته، وأشقاؤه، وأرملته، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، اعتزازهم "بهذه الشهادة في سبيل الله والوطن، التي ستبقى بمثابة قلادة ربانية في أعناقهم، لأن أجرها عند الله أبقى وأشمل"، معبرين عن شكرهم الجزيل وامتنانهم العميق لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس على ما أحاطهم به جلالته من رعاية أبوية ومؤازرة مولوية شاملتين. وكان مصدر طبي أفاد أن علي الزعري، توفي أمس الأربعاء، متأثرا بجروحه الناجمة عن تعرضه لاعتداء همجي، من قبل ميليشيات مسلحة، خلال الأحداث التي وقعت بمدينة العيون. وبهذه الوفاة، يرتفع إلى 11 عدد الضحايا في صفوف قوات الأمن، الذين فقدوا حياتهم على أيدي ميليشيات إجرامية مسلحة تضم عناصر من ذوي السوابق والمبحوث عنهم في قضايا الحق العام، أثناء تفكيك مخيم كديم إيزيك والأحداث التي وقعت في مدينة العيون.