في موكب جنائزي مهيب، شيع مساء أول أمس الخميس، بمقبرة باب أغمات بحي سيدي يوسف بن علي، جثمان شهيد الواجب الوطني، في التصدي لعصابة المخربين ومثيري الشغب بالعيون، الدركي بدر الدين طراهي، من مواليد 1988، بمدينة سبعة رجال. وكان في مقدمة المشيعين محمد امهيدية، والي جهة مراكش - تانسيفت - الحوز، ومسؤولون تابعون للقيادة الجهوية للدرك الملكي، وولاية أمن مراكش، وأهل وأقارب الفقيد، وأصدقاؤه، وجمع غفير من المواطنين. وقبل مواراة جثمان الفقيد الثرى، فوجئت أسرته بالعدد الهائل لعناصر الدرك الملكي، على اختلاف درجاتها، تتقاطر على منزلها الموجود بتجزئة الجبيلات بحي سيدي يوسف بن علي، لتقديم تعازيها في فقدان شهيد الواجب الوطني، منوهة بمناقب الفقيد وإخلاصه وتفانيه في أداء مهامه وواجباته الأمنية في سبيل خدمة الوطن، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار. واستمرت عملية تقديم التعازي لعائلة الشهيد إلى وقت متأخر من ليلة أول أمس الخميس، وسط جو حزين من البكاء، وصرخات والدة الضحية الثكلى، التي كانت تتحلق حولها مجموعة من النساء، من بينهن بعض المدرسات، اللواتي يشتغلن رفقتها بإحدى المؤسسات التعليمية بمراكش. "الله يعمرها دار"، بهذه العبارة يصف أحد الجيران سلوك الشهيد بدر الدين، وأضاف بعدما أجهش بالبكاء أن الحي فقد في بدر الدين شابا حسن السيرة والمعاملة، مشهودا له بدماثة الخلق، وحبه لزيارة الأهل والأقارب، كلما أتيحت له الفرصة لذلك. "بدر الدين هو الكبير، بدر الدين هو العوين"، يقول الأب المكلوم، وهو يحكي عن طفولة ابنه البكر، وكيف دأب على مساعدة الأسرة وتوجيه إخوته الصغار، مستنكرا العمل الإجرامي الشنيع، الذي نفذته عناصر الغدر والإجرام والإرهاب، والذي ذهب ضحيته فلذة كبده. وكانت فرحة الأسرة كبيرة عندما اجتاز بدر الدين مباراة الالتحاق بصفوف الدرك الملكي، مباشرة بعد حصوله على الإجازة في السلك الأول شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش، ليغيب عن المنزل لفترة تدريبية محددة بمدرسة التكوين بابن جرير، قبل أن ينتقل إلى مدينة العيون، نهاية الشهر المنصرم، لاستكمال فترة التدريب، بيد أن الأقدار شاءت أن يستشهد في أحداث العيون، لينزل خبر وفاته كالصاعقة على أسرته، في وقت كانت تستعد لاستقباله للاحتفال جميعا بعيد الأضحى المبارك.