قال محمد فكرات، الرئيس المدير العام لمجموعة "كوسومار"، الفاعل المغربي في إنتاج السكر، إن حصول المجموعة على علامة المسؤولية الاجتماعية للمقاولة، الممنوحة من قبل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في أكتوبر الماضي، "يعتبر تتويجا للجهود محمد فكرات (خاص) والتي ما فتئت تبذلها "كوسومار"، في هذا الإطار، بشكل إرادي"، مؤكدا أن المسؤولية الاجتماعية تمثل رافعة أساسية في تطور ونمو المقاولة. وأوضح فكرات أن احتفال "كوسومار"، السنة الماضية، بمرور 80 سنة على إنشائها، عرف التشديد على مفهوم الالتزام في شمولية، كما تطرق إلى البعد التطوعي الاجتماعي لمبادرات المجموعة، إضافة إلى الحرص المتواصل لها بخصوص الحوار الاجتماعي، وتكريس الشراكات مع عدد من الجمعيات. وأوضح فؤاد بنصديق، مدير عام فيجيو المغرب، وهي فرع وكالة "فيجيو" الدولية للتنقيط في مجال المسؤولية الاجتماعية للمقاولة، أن حصول "كوسومار" على هذه العلامة، جاء عقب عملية التدقيق في مدى توفر مؤشرات المسؤولية الاجتماعية في المجموعة، بطلب من مجموعة "أونا"، سنة 2008، في سياق تقييم فروعها، وتحديدا مكامن الضعف والقوة. وقبل تقديمه لعرض مفصل حول عمليات التدقيق، التي أنجزت من قبل "فيجيو"، تطرق بنصديق إلى مفاهيم وتطبيقات المسؤولية الاجتماعية للمقاولة، وعلاقاتها بالتنمية المستدامة والبعد الاجتماعي والبيئي والاقتصادي، مذكرا، في الوقت ذاته، بالأهمية، التي تكتسيها هذه المسؤولية بالنسبة إلى المنظمات الدولية، من قبيل المنظمة العالمية للشغل وغيرها، إلى جانب أخذها في الاعتبار القرارات الحاسمة للمستثمرين والمؤسسات المالية، مشيرا إلى أن المغرب شهد بداية الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية للمقاولة سنة 2005، وفي سنة 2006، تبنى الاتحاد العام لمقاولات المغرب ميثاق المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، المحددة في 37 هدفا، تتمحور حول 9 نقاط. وتشتغل كوسومار في إطار سياسة تنموية مستدامة، وتعمل على ضمان الدخل لفائدة 80 ألف فلاح، وتشارك في خلق ملايين مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، كما تضطلع بدور رئيسي في مكافحة الهجرة القروية في عدد من المناطق، ويترجم انخراطها المجتمعي بتأطير وتكوين الفلاحين، والمساهمة في التنمية البشرية والاقتصاد لفائدة الجماعات الترابية، وعلى الخصوص، في مجال التربية ومحو الأمية. وتبنت المجموعة مشروع "اندماج 2012"، الرامي إلى دمج "كوسومار" لأربع شركات سكرية، وهو موجه لتأهيلها عبر مواكبة فعالة للمنتوج الفلاحي، وجرى رصد العديد من الاستثمارات ضمن غلاف مالي يقدر ب 1.6 مليار درهم، لفائدة وحدات معالجة النباتات السكرية، و2 مليار درهم لتوسيع وتحديث معمل التكرير بالدارالبيضاء. وتندرج مجموع استثمارات المجموعة لهيكلة القطاع السكري المغربي، ضمن مسعى تجميع وتوحيد فاعليته. وفي إطار "المخطط الأخضر"، باشرت السلطات العمومية والقطاع السكري، التعاون معا لبلورة مخطط تنموي لتأهيل القطاع للفترة ما بين 2008- 2013. ويهدف هذا المخطط تحقيق زيادة بنسبة 50 في المائة في الإنتاج الوطني للسكر، بفضل معالجة النباتات السكرية المنتجة محليا، في أفق 2013. واستجابة لطموحات الدولة والمهنة، ينص البرنامج على شروط مجموع القطاع السكري، والمساهمة في تنظيم تدخل جميع الفاعلين بهذا القطاع. وبلغ رقم معاملات كوسومار، برسم سنة 2009، ما مجموعه 5.7 ملايير درهم، وتضم المجموعة 9 مواقع صناعية، 8 وحدات سكرية ومعمل التكرير، ويبلغ إنتاجها السنوي 1.2 مليون طن من السكر، بزيادة سنوية قدرها 1.8 في المائة، وتضمن "كوسومار" 55 في المائة من الإنتاج، عبر تكرير السكر الخام المستورد، و45 في المائة من الإنتاج، عبر معالجة النباتات السكرية المنتجة محليا.