في الوقت الذي تعيش مختلف الفنادق المصنفة في المغرب على إيقاع تخفيضات وعروض خاصة بعيد الأضحى، تقدم "فنادق" من نوع آخر خدمة خاصة، بأثمنة تقل عن خدمات الأولى. أحد فنادق الأكباش (أيس بريس) حلول التباشير الأولى لعيد الأضحى، نشط تجارة "فنادق الأكباش"، التي فرضتها ظروف السكن الاقتصادي الخالي من أماكن الاحتفاظ بالأضاحي إلى غاية موعد النحر. فبعد أن يقتني جل المواطنين أضاحي العيد، لا يجدون بدا من اللجوء إلى بعض أصحاب المحلات التجارية الفارغة، الذين قرروا تحويلها إلى فضاءات لاستقبال أكباش العيد، فيما نصب البعض خياما كبيرة بالمناسبة، تفي بالغرض نفسه. وتحمل هذه "الفنادق" أو ما يعرف ب"الكراجات" نجوما متفاوتة، حسب نوع الخدمات المقدمة للأضاحي، فمنها ما يحمل "5 نجوم" ويقدم للأكباش وجبتين في اليوم، مع التنظيف والحراسة في الليل. أما "فنادق 4 نجوم"، فتنقص عن سابقتها بعدم تنظيف مكان الأضاحي، فيما تكتفي "فنادق 3 نجوم" بالإيواء فقط. أسعار هذه "الفنادق" الجديدة، المصنفة وفق معايير محددة من قبل الشباب، الذين يغتنمون المناسبة لتحصيل المزيد من المال، تتوزع بين 25، و20، و15 درهما، إلى 10 دراهم لثلاث نجوم، شاملة جميع الرسوم. ورغم ما يتكبده أصحاب أكباش العيد من مصاريف إضافية، تثقل كاهلهم، إلا أن هذه الخدمة تساهم في ضمان لقمة عيش لشباب أنهكته ظروف البطالة، طيلة السنة. ويرى البعض في "ظاهرة فنادق الأكباش"، التي تظهر تزامنا مع اقتراب العيد، حلا ينهي أزمة "السكن" الخاصة بأضاحي العيد. وقال عثمان حجلي، "صاحب فندق خاص بالأكباش"، إن تجارة إيواء الأضاحي مربحة ومفيدة، سواء لصاحب المحل أو للزبون، الذي يعفى من عناء المراقبة والتنظيف واقتناء الأكل للخروف يوميا، فضلا عن تجنب بعض المشاكل الطارئة أثناء وجود الخروف في المنزل، مثل قفزه من مكان عال، أو إصابة بعض أفراد الأسرة إثر اصطدام مفاجئ. وقال حميد، صاحب محل فخم لاستقبال أضاحي العيد، إن أغلب زبنائه من الطبقة الميسورة، الذين لا يتحملون عناء مراقبة خروف العيد في البيت. وهناك من هم مضطرون، ولا يجدون حلا سوى الاستنجاد ب"فنادق" الأكباش، في وقت ينذر المكان والوقت للتكفل بالخروف إلى حين موعد نحره. أما العاجزون عن أداء أجور الفنادق، ممن يتدبرون ثمن الخروف بمشقة، فلا يضعون "الفنادق" في حساباتهم، بل يبحثون عن حلول ترقيعية، كوضع أكباشهم في مراحيض البيت، أو حتى في غرفهم لتقاسمهم المبيت. ومع افتتاح الموسم السياحي الجديد الخاص بالأكباش، تعزز مختلف وحدات السلطات المحلية مراقبتها لهذه "الفنادق"، وكذا احترام الأماكن المخصصة لإقامة هذه "المآوي" الجديدة.