اختتمت، مساء أول أمس الثلاثاء، فعاليات منتدى التنمية البشرية، الذي انعقدت أشغاله بمدينة أكادير، على مدى يومين، تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بانعقاد 5 ورشات عمل.. تطرقت إلى تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، طيلة 5 سنوات، والإنجازات المحققة، في إطار هذه المبادرة، ومنهجية المقاربة المعتمدة، إضافة إلى استعراض تجارب دول أخرى. وأكد مشاركون في هذه الورشات، من خبراء ومسؤولين مغاربة وأجانب، أن التجربة المغربية للتنمية البشرية رائدة وفريدة، ونموذج يحتذى، يمكن لدول أخرى الاستفادة من منهجيته. وخصصت الورشة الأولى لبحث طريقة تنفيذ سياسات التنمية البشرية، وهي البرامج الهادفة والسياسات الشاملة. وتناولت الورشة الثانية موضوع المقاربة التشاركية، التي تعد أساس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها عاملا للنهوض بالتنمية البشرية. وفي الورشة الثالثة، عالج المشاركون مؤشرات قياس التنمية البشرية، أما الورشة الرابعة، فخصصت أشغالها لبحث أهمية الشراكات في مجال سياسة التنمية البشرية، من خلال استعراض تجارب العديد من الدول مثل أندونيسيا، ومصر، وفرنسا، وإفريقيا الوسطى، والكونغو، في حين، تطرقت الورشة الخامسة إلى الأنشطة المحدثة للشغل، ودورها كقاطرة لتنمية الأفراد والمجتمعات. وقالت كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بسياسة المدينة، فضيلة عمارة، في مداخلة لها، خلال جلسة حول موضوع " أي دور للجهات في مكافحة الفقر والهشاشة"، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد مرجعا ونموذجا يحتذى في مجال التنمية البشرية، والتنمية المستدامة. وأضافت عمارة أن المبادرة تعد مشروعا نموذجيا للتنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر، جرت الإشادة بها عبر العالم، مشيرة إلى أن هذه الدينامية، التي يشهدها المغرب، تستند إلى مقاربة تشاركية، تعاقدية وشراكاتية، تضع الإنسان في صلب اهتماماتها، ما جعلها تثمر نتائج ملموسة في مجال مكافحة الفقر. من جهته، نوه وزير البيئة والمياه والغابات والتنمية المستدامة الغيني، جورج نايكوي ديلامو، بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبأهداف منتدى أكادير، مؤكدا أن هذه الأهداف مطابقة تمام المطابقة لأهداف الألفية للتنمية . وأوضح الوزير الغيني، في مداخلة له، في موضوع "التنمية البشرية والتنمية المستدامة"، أن التنمية البشرية المستدامة يجب أن تركز على ثلاثة أبعاد، حددها في البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مشيرا إلى أن تحقيق التنمية البشرية في القارة الإفريقية يتوقف على محاربة الفقر، وحل مشكلة الديون، وتطبيق إصلاحات جوهرية تمس كافة المجالات، خاصة التعليم والصحة. وفي ورشة "الأنشطة المدرة للدخل"، أعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، نزهة الصقلي، أن أزيد من 3 آلاف و400 من الأنشطة المدرة للدخل، أحدثت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأبرزت الصقلي، في مداخلة لها، أن هذه الأنشطة، التي تمثل 17 في المائة من مجموع مشاريع المبادرة، ساهمت بشكل كبير في تشجيع التشغيل الذاتي، والنهوض بروح المبادرة، وتحقيق استقلالية السكان، خاصة النساء. وأشارت إلى أن النساء يمثلن 45 في المائة من إجمالي المستفيدين، مشددة على أن فرصا جديدة لإحداث الشغل أمكن استغلالها، خاصة في ما يتعلق بسلاسل إنتاج مواد لم تكن تحظى بالأهمية في ما سبق. وأكدت الوزيرة أنه، إلى جانب الإنجازات، فإن عددا من التحديات تظل قائمة، مثل ملاءمة منتوجات الأنشطة المدرة للدخل مع حاجيات السوق، وتحسين الولوج إلى الأسواق، وضمان استمرارية المشاريع. من جانبه، أكد أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشروع مجتمعي، يقوم على تصور قوي، يشمل العناصر المحددة للتنمية البشرية، مثيرا الانتباه إلى إنها مشروع متكامل وقوي جدا، ينطوي على العديد من القدرات. وأضاف الحليمي، في ورشة "مؤشرات قياس التنمية البشرية"، أن التنمية البشرية محددات كثيرة، أهمها الإرادة السياسية القوية، التي كان للمغرب امتياز التوفر عليها على أعلى مستوى بالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تحظى برعاية جلالة الملك محمد السادس، عبر المتابعة والزيارات الميدانية، على الخصوص. وتحدث الحليمي، من جهة أخرى، عن عدد من الإشكاليات المرتبطة بمؤشرات قياس التنمية البشرية على الأصعدة الوطنية، وعلى الصعيد الدولي، في ضوء العولمة، وما تطرحه من مشاكل إنسانية. يذكر أن أشغال منتدى التنمية البشرية شهدت مشاركة أزيد من 1700 مشارك، بينهم حوالي 300 من الأجانب، من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا.