انطلقت صباح اليوم الاثنين بأكادير أشغال منتدى التنمية البشرية المنظم تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمشاركة أزيد من ألف و700 شخصية من بينهم حوالي 300 من الأجانب من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية التي حضرها عدد من أعضاء الحكومة بتلاوة رسالة سامية وجهها جلالة الملك للمشاركين في هذا المنتدى، تلاها وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي. وقال جلالة الملك في هذه الرسالة إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية "تجربة مغربية من صنع المغاربة، ومن أجل المغاربة". وأضاف جلالته أن هذه المبادرة "التي حرصنا على أن نضفي عليها روح المواطنة المغربية المسؤولة، سواء في مقوماتها، أو في تصورها الأصيل، لتعد تجسيدا للنموذج التنموي المغربي المتميز، ودليلا قاطعا على قدرة بلادنا على الإبداع، والعمل على تدارك العجز الاجتماعي، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل، وتقديم المساعدة للأشخاص في وضعية صعبة". وأوضح جلالته أن هذه المبادرة التي تستمد جذورها من الثقافة المغربية الأصيلة، قوامها التكافل والتضامن، ترتكز على نهج استراتيجي متكامل، من شأنه أن يمكننا من رفع التحديات الكبرى، التي تواجه البلاد في الميدان الاجتماعي. وأبرز أنه اعتبارا لما تقوم عليه هذه المبادرة من منظور خلاق، ومقاربة تشاركية غير مسبوقة، فقد مكنت من تسريع وتيرة التحولات الاجتماعية، داخل المجالات المستهدفة، وتمكين السكان من أسباب العيش الحر الكريم، وإشاعة الثقة في المستقبل. وتم خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى عرض شريط يرصد مختلف الإنجازات التي تمت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شطرها الأول (2005/2010) بعدد من مناطق المملكة، حيث مكنت استراتيجية القرب التي تقوم عليها المبادرة، من إنجاز عدد من المشاريع التي ساهمت في تحسين وضعية فئات عديدة من المجتمع. وتضمن الشريط أيضا شهادات لعدد من المستفيدين من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعدد من المدن، ساهمت في تحسين وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية من خلال الأنشطة المدرة للدخل والخدمات الاجتماعية. وقد تواصلت أشغال المنتدى بعد الجلسة الافتتاحية بجلسة علمية حول موضوع "التنمية البشرية وإعادة توزيع الثروات "ترأسها السيد عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب ، وشارك فيها على الخصوص السيد صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية ،والسيد دومينيك ستروس خان المدير العام لصندوق النقد الدولي، والسيدة شامشاد أختار نائبة رئيس البنك العالمي المكلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، والسيد عبد الرحمان الكلاوي نائبا عن البنك الإسلامي. ويبحث المشاركون في المنتدى على مدى يومين محاور تهم على الخصوص (التنمية البشرية وإعادة توزيع الثروات) و(التنمية البشرية والتنمية المستدامة) و(دور الجهات في مكافحة الفقر والهشاشة). ويتضمن ورشات حول (المقاربة التشاركية عامل للنهوض بالتنمية البشرية) و(مؤشرات قياس التنمية البشرية) فضلا عن (الشراكة والاندماج) و(الأنشطة المدرة للدخل).