تجددت، مساء الأحد المنصرم، المواجهات بين الشرطة الإسبانية ومجموعات من الشباب المغاربة بمليلية المحتلة. وقال نشطاء مدنيون من الناظور، صباح أمس الثلاثاء، ل"المغربية"، نقلا عن بعض الشباب المشاركين في هذه المظاهرات، إن معركة الخبز والمساواة ستستمر، إلى حين إحقاق مجموعة من المطالب، باتت معروفة بالمدينةالمحتلة، لكثرة التذكير بها في كل المناسبات من طرف ممثلي سكان الأحياء الهامشية، التي تعرف كثافة سكانية متحدرة من أصول مغربية. وأضافت المصادر ذاتها أن عدم التعامل بجدية مع مطالب السكان المحتجين، التي قدمت للسلطات من خلال لجنة دعيت للتحاور مع مندوب الحكومة، عمق هول ما اقترفته الحكومة اليمينية المحلية في برنامج التشغيل المؤقت، الذي اضطرت فيه إلى تشغيل موالين لها في أطروحتها المعادية للجالية المسلمة بالمدينة وللمغرب، إضافة إلى لجوئها لاستقدام مجموعة من الباحثين عن الشغل من مدن أندلسية. وعلمت "المغربية"، من مصادر جيدة الاضطلاع في سبتةالمحتلة، صباح أمس الثلاثاء، أن سلطات الاحتلال عمدت إلى نشر مجموعة من العملاء وعناصر تابعة للاستخبارات الإسبانية، لرصد التحركات انطلاقا من الناظور باتجاه معبر مليلية، وأن بعض هؤلاء المجندين تمكنوا، خلال اليومين الماضيين، من الاتصال ببعض النشطاء، إلى جانب بعض مراسلي الصحف، في محيط تطوانوالناظور، في أفق تحديد الخلفية التي تحرك بعض الإعلاميين والنشطاء المدنيين المغاربة، وطبيعة علاقاتهم ببعض الشباب المحتج. وتأكدت "المغربية"، في هذا الإطار، من تمكن سلطات الاحتلال بالمدينتين، خصوصا مليلية، من إعداد لائحة لهؤلاء النشطاء، الذين بات ولوجهم المدينةالمحتلة غير مرغوب فيه، بسبب تصريحات أو مواقف عبروا عنها سابقا . وواصلت الشرطة الإسبانية تدخلاتها بأعداد كبيرة لتشتيت المتظاهرين المتحدرين من الأحياء الهامشية، والمحتجين ضد تدهور أوضاعهم المعيشية، مع انتشار كبير للأجهزة الأمنية في مداخل الأحياء، التي خيمت عليها الاضطرابات، والتي أقدم فيها الشباب المتظاهرون على إحراق سيارات متوقفة، قبل الدخول في مواجهات مع الشرطة المحلية. من جانب آخر، أكدت مصادر "المغربية" أن رئيس الحكومة المحلية، أمبرودا، سارع، في محاولة للتهرب من مسؤولية حزبه في هذه الأحداث، إلى تسجيل شكاية ضد الاشتراكي أمين أزماني، متهما إياه بإشعال فتيل المظاهرات في مليلية، بعدما كان الأخير صرح لوسائل الإعلام بأن إمبرودا كان على علم بالوضعية المتفاقمة في صفوف هؤلاء الشباب المحتجين، وأنه تجاهل ذلك، بغرض الانتقام منهم بسبب التعاطف الكبير، الذي أبدوه مع حركات انبثقت عن المجتمع المدني بشمال المغرب، أخيرا، بشأن تحرير المدينتين المحتلتين والجزر التابعة لهما .