قوبلت دعوة العاهل السعودي، الملك عبد بن عبد العزيز آل سعود، لاستضافة مباحثات عراقية، برعاية جامعة الدول العربية، لإيجاد مخرج للمأزق السياسي لتشكيل حكومة منذ انتخابات مارس الماضي، بردود أفعال متفاوتة في بغداد إذ أبدت قائمة العراقية دعمها للدعوة، ورفضها ائتلاف المالكي والأكراد. وكان العاهل السعودي، دعا، السبت المنصرم، لاستضافة مباحثات تشارك فيها كافة الأحزاب السياسية في العراق، في العاصمة السعودية، الرياض، لإيجاد مخرج للمأزق السياسي، إثر تعثر تشكيل حكومة بعد أكثر من سبعة أشهر من الانتخابات البرلمانية. ودعا الملك عبد الله، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، الرئيس العراقي، جلال طالباني، وجميع الأحزاب العراقية، التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية للاجتماع بعد موسم الحج وتحت مظلة جامعة الدول العربية للسعي لإيجاد حل لتشكيل الحكومة العراقية. وقالت ميسون الدملوجي، الناطقة الرسمية باسم كتلة العراقي، إن التكتل يدعم دعوة العاهل السعودي وقالت انه يجب أيضا أن تقدم الدعوة إلى تركيا وإيران. وأضافت الدملوجي"العراق من الدول المؤسسة للجامعة العربية، وأحداث العراق ستنعكس على استقرار المنطقة ككل". وكانت قائمة العراقية، وهي تكتل سياسي يضم حركة الوفاق الوطني الشيعية برئاسة إياد علاوي وجبهة الحوار الوطني السنية التي يتزعمها صالح المطلق، حصلت على العدد الأكبر من مقاعد البرلمان، وبلغت 91 مقعداً في الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من مارس الماضي. وكان التكتل قد أعرب الشهر الماضي عن رفضه المشاركة في حكومة برئاسة، رئيس الوزراء نوري المالكي، وذلك قبيل أيام من إعلان الائتلاف الوطني، الذي فاز ب89 مقعداً، عن ترشيحه للمالكي لولاية ثانية. من جانبه، رفض حسن السنيد، القيادي في ائتلاف دولة القانون، في حديث لتلفزيون العراق الدعوة قائلاً "الدعوة السعودية للقادة السياسيين العراقيين للاجتماع في الرياض ستعقد المشهد السياسي في العراق وستؤدي لتأخير تشكيل الحكومة". بدوره، وصف محمود عثمان القيادي في الكتلة الكردية توقيت الدعوة بأنه خاطئ وانه يعيد خلط الأوراق ويعقد الأمور. وقال عثمان إن الدعوة السعودية تتعارض مع مبادرة مسعود برزاني، الذي دعا إلى طاولة مستديرة تجمع مختلف الأطراف في أربيل. يشار إلى أن الانتخابات البرلمانية العراقية جرت في السابع من مارس الماضي، وانتهت بنجاح ائتلاف "العراقية" بقيادة رئيس الوزراء الأسبق، أياد علاوي، بتصدر القوائم الفائزة، بفارق مقعدين عن قائمة "دولة القانون"، بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي. وتعتبر قائمة "العراقية" أكبر الكتل الموجودة في البرلمان العراقي اليوم، ولكن التحالفات السياسية بدأت تؤثر في ترجيح كفة المالكي، للاستمرار بمنصبة لولاية جديدة. ووصف الملك عبد الله ، في دعوته، وضع العراق بأنه "على مفترق طرق" يستدعي العمل من أجل "التسامي على الجراح وإبعاد شبح الخلافات وإطفاء نار الطائفية البغيضة،" وأكد استعداد السعودية ل"مد يد العون والتأييد والمؤازرة،" لكل ما سوف يتوصل العراقيون إليه من قرارات. من جهة أخرى، ذكرت الشرطة العراقية أن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا, فيما أصيب نحو70 آخرين في هجوم انتحاري استهدف, مساء الجمعة الماضي, مقهى شمال شرق بغداد. وقال قائد شرطة بلد روز, الواقعة على بعد 100 كلم شمال شرق بغداد, في تصريح للصحافة أن الحادث وقع عندما فجر انتحاري حزامه الناسف في مقهى في وسط المدينة, موضحا أن الاعتداء وقع حوالي الساعة السادسة مساء. وتعتبر منطقة روز الواقعة في محافظة ديالى إحدى المناطق، التي تشهد أعمال عنف متصاعدة في العراق رغم تراجع الهجمات فيها منذ عام 2008