فيما أبدت جامعة الدول العربية رفضها إرسال قوات عربية إلى العراق بدعوى أن معايير إرسال هذه القوات غير متوافرة في الوقت الحالي، أعلنت المملكة العربية السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل أول أمس الأحد أنها توصلت إلى ما وصفه المسؤول السعودي بإطار يمكن من خلاله النظر في امكانية إرسال قوات من الدول الإسلامية، غير المجاورة، إلى العراق. وأكد المسؤول السعودي أنه لا بد من توافر أربعة متطلبات قبل أن تتمكن الدول الإسلامية من إرسال قوات إلى العراق، محددا إياها في أربعة هي: أن تقدم الحكومة العراقية طلبا بذلك مدعوما بشكل كامل من فئات شعب العراق، وأن تكون مهمة القوات المرسلة تحت مظلة الأممالمتحدة، وألا تكون القوات الإسلامية بديلا لقوات التحالف الحالية أو إضافة لها، وأن تتولى الاممالمتحدة مسؤولية العملية السياسية بالعراق بما في ذلك إجراء انتخابات لتشكيل حكومة جديدة. وأعلنت كل من الجزائر واليمن وليبيا نهاية الأسبوع الأخير رفضها إرسال قوات عسكرية إلى العراق بناء على الطلب الأمريكي الذي حمله وزير الخارجية كولن باول خلال جولته التي شملت عددا من الدول العربية قبل أسبوع. وقال عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية الجزائري لوكالة الأنباء الجزائرية يوم الأحد الماضي إن الجيش الجزائريلم يسبق له أن غادر التراب الجزائري، وأعلن رفض بلاده الدعوة السعودية إلى إرسال قوات إسلامية إلى العراق. أما في ليبيا فقد اشترط العقيد معمر القذافي انسحاب قوات الاحتلال من العراق قبل إرسال أي قوات عربية أو إسلامية. وفي اليمن أكد رئيس الوزراء عبد القادر باجمال أن بلاده لا تعتزم إرسال قوات إلى العراق في الوقت الحالي وأن عرض اليمن المشاركة في قوات لحفظ السلام كان هدفه مساعدة العراقيين وليس الامريكيين، وربط المسؤول اليمني حل الأزمة في العراق بانتقال السلطة والسيادة للعراقيين وبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية. كماأكد وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري أن بلاده لن ترسل قوات مسلحة إلى العراق إلا بعد موافقة البرلمان الاتحادي مؤكدا أن الحكومة ستتخذ قرارها بهذا الشأن تحت شروط معينة دون ذكر أية تفاصيل. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد عبر في رسالة الى رئيس الوزراء العراقي إياد هاشم علاوي في بداية الشهر الماضي عن استعداد المغرب لاستضافة دورات تكوينية لأفراد من الأمن والجيش والوقاية المدنية العراقيين، وتلقينهم تداريب تمكنهم من تطوير قدراتهم وخبراتهم في مراكز ومعاهد تدريب بالمملكة المغربية، مذكرا جلالته بالجهود الموصولة التي يقوم بها علاوي خدمة للعراق من أجل وحدته وإعادة إعماره واستقراره وازدهاره ودعم مؤسساته الوطنية.وجاءت اتلك لرسالة ردا على الطلب الذي تقدمت به الحكومة العراقية في السابع والعشرين من يونيو الماضي إلى بعض الدول العربية الإسلامية، غير المجاورة للعراق، بما في ذلك المغرب والبحرين وسلطنة عمان من أجل إيفاد بعض قواتها إلى العراق ضمن القوات متعددة الجنسيات الموجودة به، للمساهمة في إحلال السلام وتعويض قوات التحالف التي من المفترض أن تكون قد غادرته قبل 30 يونيو الماضي وتسليم السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة. إدريس الكنبوري