بحث الرئيس السوري، بشار الأسد، مع رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته، نورى المالكي، في دمشق، آخر المستجدات على الساحة العراقية، والجهود المبذولة لحل أزمة تشكيل حكومة عراقية.بشار الأسد التقى المالكي في دمشق (أ ف ب) وجدّد الأسد، خلال الاجتماع، موقف بلاده الداعي إلى "تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي، ووقوف سوريا على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق". وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أنَّ "الأسد والمالكي أكّدا أهمية البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية بين دول المنطقة، وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول، وصولاً إلى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها". كما جرى بحث "علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي، فضلاً عن أهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة". من جهته، أكّد المالكي"حرص القيادة العراقية على إقامة أفضل وأمتن العلاقات مع سوريا وعلى جميع الأصعدة، بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والأخوية التي تربط أبناء سوريا والعراق". إضافة إلى الموقف السوري، أكدت القاهرة والرياض على وقوفهما إلى جانب ما يقرره الساسة العراقيون في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة التي شهدت خلافات واسعة منذ مارس الماضي. وإلى القاهرة حمل وزير خارجية السعودية رسالة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك، تحمل في طياتها "كيفية حسم الأزمة المتعلقة بتشكيل الحكومة العراقية"، حسب ما ذكر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي سعود الفيصل عقب لقائه مبارك، إن "الرسالة تناولت الكثير من الموضوعات.. وفي مقدمتها مسألة العراق، وكيفية حسم الأزمة المتعلقة بتشكيل الحكومة، والتشاور بين مصر والمملكة في هذا الشأن". وقال الفيصل إن ما تستطيع مصر والسعودية ان تقدمانه لمساعدة العراق على الخروج من الأزمة الحالية هو "النصح والمشورة". وأوضح الفيصل "يظل القرار قرارا عراقيا فلا أحد يستطيع ان يحل مشاكل العراق إلا العراقيين"، مضيفا أن "مصر والسعودية تقفان على نفس المسافة من كل العراق". من جهة أخرى، تسعى قوى عراقية معارضة لتشكيل حكومة بالمنفى مهمتها "إنقاذ البلاد من الفوضى والخراب والعمل على تأمين الخدمات وتوفير الأمن" وتضم هذه القوى شيوخ عشائر وضباطا ودبلوماسيين ومثقفين وإعلاميين ومرجعيات دينية "رفضت العملية السياسية والعمل مع الاحتلال الأميركي". وقال رئيس التحالف الوطني لعشائر العراق الشيخ عصام أبو هلالة إنه جرى تشكيل مجلس إنقاذ العراق منذ سنة تقريبا ويتألف من ست قوى، هي التحالف الوطني لعشائر العراق والمجلس العسكري العراقي والمجلس العام لقيادة الأجهزة الأمنية وتجمع الدبلوماسيين والكفاءات العلمية العراقية والتجمع الثقافي والإعلامي، ومجموعة من القوى الوطنية الفاعلة بالعراق، التي دعمت تشكيل المجلس. وأوضح أن تلك الأسباب دفعت القوى المشاركة بمجلس إنقاذ العراق إلى السعي لتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة لمدة سنتين تعمل على توفير وتحقيق الأمن والاستقرار بالعراق وتوقيف نزف الدم -حسب تعبيره- لكنه لم يحدد سقفا زمنيا لبدء التحرك في تنفيذ برنامج تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني.