خصصت المؤسسة الفندقية فال أنفا بالدارالبيضاء، ميزانية قيمتها 20 مليون درهم، من أجل خلق أربع قاعات حديثة للاجتماعات والندوات والمحاضرات جاذبية السياحة المغربية مسؤولية الجميع تبلغ طاقتها الاستيعابية ما بين 20 و500 شخص، تستجيب للمعايير الحديثة في مجال التجهيزات بمعدات الإنارة والصوت وغير ذلك. وأكد الحسين حيدة، المدير التجاري لهذه المؤسسة، أن هذه المبادرة عرفت بالموازاة مع ذلك، إعداد مدخل خاص لهذه القاعات، إلى جانب مواقف للسيارات لاستقبال الوافدين على هذه القاعات، وأكد أن المؤتمرين الذين سيحضرون لقاءات بهذه القاعات سيستفيدون أيضا من جمال منظر البحر المقابل للفندق، إضافة إلى ما يوفره كورنيش عين الذئاب من مرافق سياحية، ومستقبلا الحديقة الجديدة سندباد. وأفاد حيدة، أن هذه الوحدة الفندقية، التي تشغل 253 من المستخدمين، ومنذ الانتهاء من أشغال التوسيع التي خضعت لها وإعادة هيكلة مجموعة من المرافق بها، أصبحت تستجيب للمقاييس المعمول بها في مجال الاستجابة لشركائها، مضيفا أن السياحة العائلية تندرج هي الأخرى في سياق المجهودات المبذولة بهدف تعزيزها وتوفير البنيات الضرورية لها. ولاحظ الحسين حيدة، أن كورنيش عين الذئاب بالعاصمة الاقتصادية لعب أدوارا طلائعية سياحية، غير أنه فقد بريقه في الآونة الأخيرة أمام مركز المدينة، مشيرا إلى أن هذه المنطقة يمكنها أن تلعب أكثر من دور على صعيد تدعيم الجاذبية التنافسية السياحية للدارالبيضاء. وعن تأثيرات الأزمة العالمية على القطاع السياحي بالمغرب، أفاد أن المجهودات التي تبذلها الحكومة تهدف إلى تقليص آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي تدعيم جاذبية السوق المغربية، خاصة على المدى القصير، إلى جانب تعزيز مكانة القطاع السياحي بالنسبة للفاعاعلين والمستثمرين الدوليين. وبخصوص رؤية 2010، أكد حيدة أنها مهدت الطريق إلى موقعة القطاع السياحي وقضاياه ضمن السياحة في قلب أولويات أجندة الحكومة، وهو المعطى الذي مكن الصناعة السياحية من تحقيق تطور ونمو جديدين، رفعا من انخراط القطاع في تعزيز روافد الاقتصاد الوطني. وحول الدورة العاشرة للمناظرة حول السياحة التي ستنعقد يوم 30 نونبر المقبل بمراكش، قال حيدة إنها جاءت في لحظة مهمة وأساسية بالنسبة لمسار هذا القطاع، الذي يمثل ورشا له مكانة خاصة، ضمن الأوراش الكبرى في المغرب. يشار إلى أن السياحة بالمغرب حققت قفزة عملاقة في ظرف عشر سنوات بفضل رؤية 2010، وهي الاستراتيجية الطموحة للتنمية التي أُطلقت في يناير 2001 بمراكش، تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأصبحت السياحة اليوم ركيزة للاقتصاد الوطني، إذ ستنتج إلى نهاية 2010 ما يناهز 60 مليار درهم من المداخيل لحوالي 2،9 مليون سائح جرى استقباله. ويزيد من أهمية هذا الإنجاز، كونه يفوق 90 في المائة من الهدف الأصلي الطموح ل 10 ملايين سائح، في ظرفية عالمية مطبوعة بالأزمة. فبفضل مختلف الأوراش المُهيكلة، مثل المخطط الأزرق، ومخطط مدائن، ووضع استراتيجية واضحة للسياحة القروية والخاصة، وتطور صناعة الطيران والفضاء، وسياسة معززة للترويج، وتجديد التكوين وإعادة تنظيم مؤسساتي، جرى تحقيق تقدم حقيقي. كما جرى افتتاح أولى محطات الجيل الجديد، التي تُشكل رموز رؤية 2010، مثل السعيدية، ومزاكن، وموكادور عما قريب. وساهم الانخراط القوي للقطاع الخاص والشركاء العموميين، وكذا تعبئة عدة مستثمرين وطنيين ودوليين في نجاح هذه الدينامية الجديدة. فاعتمادا على هذه المكتسبات، توجد السياحة بالمغرب، اليوم، على أبواب عهد جديد. فبعد عقد تميز بالنجاح، أصبح من الضروري وضع استراتيجية جديدة للتنمية، هي رؤية 2020، التي سيجري الكشف عن جوهرها، خلال هذه المناظرة العاشرة. وتأتي هذه الرؤية الجديدة لتؤمن استمرارية إنجازات رؤية 2010 وتحديد الأهداف الجديدة مع شعارين اثنين للعشرية المقبلة الحفاظ على شراكة القطاع العام-الخاص، التي أبانت عن نجاعتها وإدخال مفهوم جديد، هو التنمية الجهوية المستدامة، الذي يندرج في قلب الرؤية الجديدة. بعد عشر سنوات، يجتمع فاعلو قطاع السياحة بمراكش لدراسة تحدياته الجديدة، إذ جرى استدعاء هذه السنة 1000 مشارك وطني ودولي، مستثمرين، مؤسساتيين ومهنيي القطاع. بمناسبة هذه الحصيلة المرحلية وهذه الانطلاقة للرؤية الجديدة، سيكتشف هؤلاء وسيحللون الأوراش المستقبلية ؛ كما سيفحصون أنجع السبل لتعبئة مجموع الفاعلين حول الطموح السياحي الجديد لمغرب الغد.