تستعد جمعية الشعلة للتربية والثقافة لإطلاق مشروع وطني حول "التربية والصور النمطية حول النوع الاجتماعي.. مبادرات مواطنة من أجل إرساء ثقافة المساواة والديمقراطية"بشراكة مع سفارة فنلندا بالمغرب، بهدف تعزيز التربية على المساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان، من خلال تغيير الصور النمطية للنوع الاجتماعي واللامساواة بين الجنسين، والتشجيع على ثقافة الإنصاف وحقوق الإنسان، والمساهمة في إرساء الديمقراطية. وقدم المنظمون، خلال ندوة صحفية، الخميس الماضي بالدارالبيضاء، بحضور سفير فنلندا بالمغرب، الخطوط العريضة للمشروع، ومختلف المعطيات المرتبطة بمراحل تنفيذه، مشيرين إلى أنه كلف مبلغ 565 ألف درهم، وأن سفارة فنلندا بنسبة 53 في المائة من تمويله، وجمعية الشعلة ب47 في المائة، وسيستغرق إنجازه 12 شهرا. وقال المنظمون إن المشروع يستهدف فئة عريضة من المجتمع، وأساتذة، وأطرا تربوية، وجمعيات أولياء التلاميذ، وجمعيات حقوقية ونسائية، وجمعيات التنمية الاجتماعية، ودور الشباب، في إطار التحسيس بخطورة بعض السلوكيات المبنية على التمييز الجنسي، والتحسيس بالآثار الوخيمة لإضمار مجموعة من الأحكام النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وآثارها على اختيارات الطفلات والأطفال، وتوزيع الأدوار داخل المجتمع. وينتظر أن يسفر المشروع عن تكوين مجموعة من الأطر من المنظومة التربوية، والفاعلين الجمعويين، حول مقاربة النوع الاجتماعي، وتحسيسهم بالأحكام والصور المضمرة وآثارها في تعميق اللامساواة بين الجنسين، فضلا عن تنظيم ورشات تحسيسية تستهدف 300 شخص، ترصد العواقب الوخيمة لإضمار الأحكام النمطية على تربية الأبناء. كما ستنجز دراسة علمية حول دور المنظومة التربوية في صنع الهويات المتعلقة بالنوع الاجتماعي، ستوزع على المعنيين بالمشروع، إلى جانب مجموعة من الدعامات البيداغوجية والإعلامية التحسيسية، التي سوف يجري تعميمها. وقال سفير فنلندا، أنتي ريطوفيوزي، في كلمة بالمناسبة، إن بلاده مهتمة بهذا المشروع، الذي سيكون رائدا في مجال مقاربة النوع الاجتماعي والقضاء على الفوارق بين الجنسين، مذكرا أن فنلندا تحتل الرتبة الثالثة في العالم في المساواة بين الجنسين من بين 134 بلدا. من جهته، قال الكاتب العام لجمعية الشعلة، عبد الحميد لبيلته، إن المشروع يأتي في سياق الدينامية، التي تعرفها جمعية الشعلة، في الإطار الثقافي والاجتماعي المرتكز على مبادئ حقوق الإنسان والمواطنة النشيطة، الحضارية والثقافية، مذكرا بدور الجمعية، على مدى 35 سنة، في العمل مع الطفولة والشباب، داخل المؤسسات التعليمية، وفي فضاءات الهواء الطلق والأحياء الشعبية، للتربية على قيم المواطنة والمساواة والتضامن والعمل الجماعي، والمبادرة والمسؤولية والالتزام.