أعدت جمعية الشعلة للتربية والثقافة مشروعا هاما لمحاربة آفة الرشوة في المجتمع يستهدف شريحة واسعة من الشباب في أربعة عشر جهة بالمملكة، وذلك لتعزيز الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب مع الاتحاد الأوربي. وأوضح رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة، السيد محمد أمدي، في ندوة صحفية عقدت اليم الأربعاء بالدار البيضاء، أن هذا المشروع الذي يحمل شعار "ضد الرشوة، من أجل مجتمع المساواة والشفافية" سيتم تنفيذه على مدى سنتي 2010 و2011 . وأشار إلى أن أولى فقرات المشروع ستنطلق يوم الخميس 11 مارس الجاري بدورة تكوينية بالمركز الدولي بوزنيقة، يشارك فيها 72 مكونا ستعهد إليهم مهمة تلقين 13 ألف و800 شابة وشاب بشكل مباشر و50 ألف آخرين بطريقة غير مباشرة في مختلف مناطق البلاد. وقال إن المتغيرات العديدة التي يشهدها المجتمع المغربي والإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعرفها البلاد والوضع المتقدم الذي حظيت به من قبل الاتحاد الأوربي، حفزت جمعية الشعلة لإقامة شراكة مع المفوضية الأوربية بالمغرب حول محاربة آفة الرشوة التي تنخر العديد من المجتمعات. واستعرضت مديرة مشروع "ضد الرشوة، من أجل مجتمع المساواة والشفافية"، السيدة أمال الإدريسي، مختلف المحاور التي يرتكز عليها هذا المشروع الذي ساهم فيه الاتحاد الأوربي بغلاف مالي يصل إلى 87ر326 199 أورو (أزيد من 79 في المائة من القيمة الإجمالية)، مقابل 606 50 أورو لجمعية الشعلة. وأشارت إلى أن الأهداف المتوخاة تتمثل في تعزيز دولة الحق والقانون وتقوية الوعي لدى الشباب بآليات وميكانزمات محاربة ظاهرة الرشوة بالمغرب، ومساعدة هؤلاء على تملك الأدوات الأساسية لفهم الآثار السلبية للظاهرة، ومنحهم فرصة تبادل الأفكار والتجارب ليتمكنوا من الترافع للحد من الآفة. وتابعت أن المشروع يهدف أيضا إلى إنتاج مجموعة من الدعامات البيداغوجية في مجال التحسيس والتوعية وسيكلل بإنجاز دراسة ميدانية يراد منها الحصول على أرضية صلبة لتشخيص تمثلات وانتظارات الشباب المغربي وضمانات محاربة الرشوة. وأوضحت أن الدراسة ستتمخض عنها مجموعة من التوصيات المتصلة بموضوع استئصال الرشوة من المجتمع وتشكيل منتدى وطني للشباب يشرف على تأسيس منتديات جهوية لتبادل المعرفة والخبرة والتجارب حول الظاهرة وتلقين أدوات معرفتها وسبل مكافحتها بتوظيف بوابة إلكترونية تحدث لهذا الغرض. ومن جهته أكد الرئيس المؤسس لجمعية الشعلة السيد عبد المقصود الراشدي، الذي أدار أشغال الندوة الصحفية، أن جمعية الشعلة المحدثة سنة 1975 تشتغل على التنشئة الاجتماعية وتهتم بجميع قضايا الشباب وتستطلع حاجياتهم وانتظاراتهم محاولة منها الرقي بدورهم في التنمية على جميع الأصعدة. وأوضح أن شبكة جمعية الشعلة للتربية والثقافة تغطي مجموع التراب الوطني وتسهم إلى جانب منظمات وجمعيات غير حكومية أخرى وهيئات حماية المال العام وحقوق الإنسان ومحاربة الرشوة في تعزيز دولة الحق والقانون والعدالة الانتقالية. وأشار إلى أن مشروع محاربة الرشوة يعد ثاني مشروع تنخرط فيه الجمعية بشراكة مع الاتحاد الأوربي بعد المشروع الذي هم التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية للشباب، الذي انطلق في شهر ماي من سنة 2007 وانتهى في شهر يوليوز من سنة 2009 بعد استفادة حوالي 40 ألف شاب وشابة وإنجاز بحث ميداني حول "اهتمام الشباب بالشأنين المحلي والعام" ستصدر نتائجه قريبا في شكل كتاب.