تشغل مراكز الاتصال في المغرب ثلاثين ألف شخص، ويعاني القطاع، حسب المهنيين، قلة العنصر البشري الكافي والمكون، ما يعيق تطوره ويحبط قدرته التنافسية، خاصة على المستوى المغاربيالمقر الجديد لمركز الاتصال نتلسيا الواقع بكازا نيرشور (خاص) إذ تعد تونس منافسا قويا للمغرب في استقطاب مراكز الاتصال الأجنبية، خاصة الفرنسية منها. جاء هذا، خلال احتفال مركز الاتصال وترحيل الخدمات "إنتلسيا" "Intelcia"، بعشر سنوات على إنشائه، الثلاثاء الماضي في الدارالبيضاء، ويعد الأخير فاعلا أساسيا في مجال ترحيل الخدمات بالمغرب، وقدمت المجموعة مقرها الجديد ب "كزا نير شور". وشكل هذا الحدث لدى مجموعة "إنتلسيا"، حسب كريم برنوصي، الرئيس المدير العام للمجموعة، مرحلة جديدة لتنمية قدرات المؤسسة، وتقوية حضورها على المستويين الوطني والأوروبي، بعد النتائج الإيجابية، التي حققها مركز الاتصال، خلال العشر سنوات الأولى من عمره. وتشغل مجموعة "إنتلسيا" أكثر من ألف متعاون في أربع محطات للإنتاج، ويتعدى عدد زبناء المجموعة عشرين زبونا محلي وأجنبي، وتشير التوقعات المرتبط بالسنة الجارية أن الأخيرة ستحقق رقم معاملات سيصل إلى 210 ملايين درهم، وبالتالي من المنتظر، حسب البرنوصي، دائما، أن تستمر المجموعة في تعزيز مكانتها وتموقعها ضمن أكبر المؤسسات الوطنية والأجنبية، كقيمة مضافة في مجال ترحيل الخدمات، ورفع قدرتها على خلق فرص للشغل. وتعتبر مدينة الدارالبيضاء من بين خمس مدن فرنكوفونية، التي تتوجه إليها شركات ترحيل الخدمات، نظرا لموقعها الجغرافي والمعطيات الثقافية واللغوية المتوفرة فيها، ما يأهلها لكي تتصدر لائحة المدن 37 الناطقة بالفرنسية، التي شملتها دراسة لمدن ترحيل الخدمات. وتعرف مراكز الاتصال الموجودة بالمغرب نموا متزايدا، خلال السنوات الأخيرة، إذ يتجاوز عددها اليوم، حسب معطيات رسمية، مائة مركز توفر الآلاف من مناصب الشغل. وتعود أسباب تزايد هذه المراكز متعددة الاختصاصات في المغرب إلى أن السوق المغربية، تمثل اليوم فضاء جذابا بالنسبة لأنشطة المراكز الفرنكفونية، إذ عرفت السوق المغربية ارتفاعا في عدد الفاعلين في هذا النوع من الأنشطة، التي حملتها معها العولمة الاقتصادية وفتح الحدود وانتقال المال والأعمال بين الدول.