توجه الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في اليوم الثاني من زيارته إلى لبنان، أمس الخميس، إلى منطقة الجنوب, ويشارك بدعوة من حليفه حزب الله, في استقبال شعبي على بعد كيلومترات قليلة من إسرائيل، التي يدعو إلى إزالتها من الوجود.زيارة أثارت الكثير من الانتقادات (أ ف ب) وحسب برنامج الزيارة الرسمي, يصل الرئيس الإيراني إلى بنت جبيل الجنوبية الواقعة على بعد حوالي أربعة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر إذ ينظم حزب الله احتفالا شعبيا في الملعب البلدي في المدينة، التي تعرضت لتدمير واسع خلال حرب يوليوز2006 بين حزب الله وإسرائيل، التي ساهمت المساعدات الإيرانية بإعادة بنائها. ورأى احمدي نجاد، الذي شكك مرارا بالمحرقة اليهودية, في خطاب ألقاه في الضاحية الجنوبية لبيروت وسط آلاف الأشخاص الذين كانوا يهتفون له, أن الكيان لصهيوني "يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط وليس هناك من قوة قادرة على إنقاذه". وأثارت زيارة احمدي نجاد إلى لبنان انتقادات إسرائيلية, لا سيما في ضوء جولته الجنوبية. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور أن "الزيارة استفزازية ومزعزعة للاستقرار". وفي واشنطن, قال البيت الأبيض إن الزيارة التي ينوي احمدي نجاد القيام بها إلى القرى الحدودية مع إسرائيل تظهر تمادي الرئيس الإيراني في "سلوكه الاستفزازي", مضيفا أنها "تظهر أيضا أن حزب الله يبدو أكثر ولاء لإيران منه للبنان". وأكد الرئيس الإيراني اثر محادثات رسمية عقدها مع المسؤولين اللبنانيين أن "مقاومة الشعب اللبناني والحكومة والجيش في مواجهة العدو الصهيوني أصبحت مصدر فخر لشعوب المنطقة", مضيفا أن "لبنان غير معادلات الأعداء الأحادية لتصبح في صالح شعوب المنطقة". وسيتوقف احمدي نجاد في جولته الجنوبية في بلدة قانا حيث سيضع اكليلا من الزهور على نصب ضحايا القصف الإسرائيلي الذي تسبب في عامي 1996 و2006 بمجزرتين قتل في الأولى أكثر من 100 شخص وحوالي ثلاثين في الثانية, معظمهم من النساء والأطفال. هذا، وأثارت زيارة نجاد للبنان العديد من الانتقادات، خاصة من إسرائيل، إذ اقترح عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني اليمني المتطرف، أريه إلداد، القيام بعمل عسكري، مضيفا "أن من مسؤوليتنا إيقاف أي شخص يدعو علانية لتدميرنا.. والمسؤولية تعني أن نفعل شيئاً ما، وعدم انتظار العالم أن يفعل شيئاً.. وإذا ما نجم وضع عن زيارة أحمدي نجاد وكان في مرمى نيران الجيش الإسرائيلي، فينبغي قتله". أما وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، فقال في تصريح نقله موقع الإذاعة الإسرائيلية على الإنترنت، إن إسرائيل تراقب التطورات عن كثب، مضيفاً أن زيارته للبنان "تعكس اعتماد منظمة حزب الله المتزايد على الإيرانيين وحقيقة تحول لبنان بشكل تدريجي أداة طيّعة تتلاعب فيها جهات أخرى". وكان الرئيس نجاد قد أكد الأربعاء، في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني، ميشال سليمان أن إيران تريد "لبنان واحداً متحداً قوياً ومتطوراً"، معلناً رفضه وشجبه "للاعتداءات الصهيونية التي تستهدف السيادة اللبنانية"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا". وأضاف "نحن ندعم الكفاح المرير للشعب اللبناني في مواجهته للاعتداءات الصهيونية، ونصر بكل جد وإصرار على تحرير الأراضي المحتلة في لبنان وسوريا وفلسطين". أما سليمان فأكد أن محادثاته مع نجاد "كانت معمقة واستعرضت واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها بين دولة ودولة"، معرباً عن شكره لإيران على "وقوفها الدائم إلى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية والتهديدات"، وعلى الدعم الذي قدمته طهران لبيروت "إثر عدوان تموز 2006".