يبدو أن الحكومة اللبنانية لم ترضخ للضغوط التي مورست عليها لثني الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، عن زيارة الجنوب اللبناني ضمن زيارة رسمية لهذا البلد مقررة هذا الأسبوع , بل إن تلفزيون« المنار»، التابع لحزب الله، وصف الزيارة المرتقبة بأنها «قنبلة غير تقليدية في مواجهة كل الأعداء», حسب ما جاء بصحيفة «ذي غارديان» البريطانية. ونقل محرر شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، إيان بلاك، عن دبلوماسيين قولهم إن المؤشرات تدل على أن أحمدي نجاد سيمضي قدما في تنفيذ برنامج زيارته التي نقلت بعض التقارير أنها ستشمل خطوة رمزية تتمثل في إلقائه حجرا عبر السياج الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل. وذكر أن الرئيس الإيراني لطالما وصف إسرائيل بالكيان غير الشرعي, ولطالما شكك فيما يقول اليهود إنهم تعرضوا له من محرقة في الحرب العالمية الثانية. وحسب الصحيفة ، فإن الرئيس الإيراني سيقوم في اليومين، اللذين سيقضيهما في لبنان، بزيارة قانا ،حيث يضع إكليلا من الزهور في مقبرة اللبنانيين الذين قتلوا في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006, كما ينتظر أن يتوقف بقرية بنت جبيل التي شهدت قتالا ضاريا بين حزب الله وإسرائيل في تلك الحرب. وقد انتشرت اللافتات المرحبة بأحمدي نجاد باللغتين العربية والفارسية في أرجاء المنطقة وسط تقارير بأنه سيجلب معه وفدا تجاريا يحمل استثمارات وتمويلات للتنقيب عن النفط في المنطقة، إضافة إلى عرض مثير للجدل ببيع أسلحة إيرانية إلى الجيش اللبناني. وقد احتجت واشنطن وباريس والأمم المتحدة على الزيارة, فيما أعربت لندن عن اعتقادها بأن الدعوة المباشرة للبنان ، بإلغاء هذه الزيارة، قد تفسر على أنها تدخل في شؤونه الداخلية, لكن بريطانيا حثت, شأنها في ذلك شأن دول غربية أخرى, على ممارسة أقصى قدر من الحذر في هذه المنطقة المتقلبة. وقالت« غارديان» إن إسرائيل دعت إلى إلغاء هذه الزيارة ، بحجة أنها تقوض الاستقرار في المنطقة, فضلا عن كونها تعزز محور إيران-حزب الله-سوريا. وأضافت أن تل أبيب كثفت إجراءاتها الأمنية على الحدود بين البلدين, وسط خشية المسؤولين الإسرائيليين من مضي أحمدي نجاد قدما في تنفيذ زيارته، كما ورد في التقارير الصحفية. ووصل الأمر بالصحفي الليبرالي، آلوف بن، أن اقترح ، في عموده بصحيفة «هآرتس»، اختطاف أحمدي نجاد ومحاكمته في إسرائيل بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية ونكران المحرقة. وحسب بلاك, فإن دبلوماسيي السفارة الإيرانية ببيروت رفضوا تأكيد أو نفي التفاصيل الخاصة بزيارة أحمدي نجاد لجنوب لبنان, فيما حشد حزب الله مؤيديه للترحيب بهذا الضيف بوصفه «بطلا من أبطال المقاومة». في نفس السياق , نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين من حزب الله ومؤيدين له قولهم إنهم إنما يبعثون من خلال جهودهم لإعادة بناء الجنوب وإعادة تسليحه وتأهيله بالسكان، برسالة إلى إسرائيل بأنهم مستعدون لما هو قادم. وحسب تقرير لمراسل الصحيفة بالشرق الأوسط، تاناسيس كامبانيس، فإن خيبة الأمل تكاد تسيطر على مؤيدي حزب الله، لأن القتال لم يتجدد بعد بينهم وبين إسرائيل. وبعد أربع سنوات من حرب 2006, يلاحظ كامبانيس بأن حزب الله إن لم يكن يعد للحرب على إسرائيل, فهو على الأقل يحضر لها بهدوء في حالة وقوعها.