أكد القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، أن الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، كان أوعز إلى حماس بالقيام بهجمات داخل إسرائيل، بعد فشل مفاوضات السلام، التي كان يخوضها معها. فلسطينيون يحتجون ضد الاستيطان (أ ف ب) ونقلت صحيفة فلسطين المقربة من حماس، أمس الأربعاء، عن الزهار، قوله إن "الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، كان أوعز لحركة حماس تنفيذ عدد من العمليات العسكرية في قلب الدولة العبرية، بعد أن شعر بفشل تفاوضه مع حكومة الاحتلال آنذاك". وجاء حديث الزهار، بحسب الصحيفة، خلال لقاء سياسي نظمته، أول أمس الثلاثاء، الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة. واعتبر الزهار أن توجه عرفات للمفاوضات مع إسرائيل هو "خطأ فادح وخطوة تكتيكية خاطئة أدت إلى مقتله"، مطالبا السلطة الفلسطينية "بالتراجع الفوري والانسحاب من المفاوضات الجارية حاليا". وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية انطلقت في الأراضي الفلسطينية في نهاية سبتمبر عام 2000، بعد أسابيع قليلة على فشل مفاوضات السلام في كامب ديفيد بين عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود باراك. خلال الانتفاضة، شنت المجموعات الفلسطينية المسلحة، وخصوصا حماس وكتائب شهداء الأقصى المنبثقة من فتح، عشرات الهجمات الانتحارية داخل الأراضي الإسرائيلية. ودأبت إسرائيل على اتهام عرفات بغض الطرف عن هذه الهجمات أو حتى تشجيعها، الأمر الذي طالما نفته القيادة الفلسطينية. وتوفي عرفات في نوفمبر 2004، بعد حصار إسرائيلي استمر أشهرا عدة لمقره في رام الله بالضفة الغربية. حسب الخبراء، فإن الزهار حاول التلميح إلى محمود عباس، الذي يوجد في مأزق مع إسرائيل جراء استئنافها عملية الاستيطان، رغم النداءات الدولية المنددة، وكان عباس أعلن، أول أمس الثلاثاء، أن على إسرائيل أن تعلن تجميدا للاستيطان في الضفة الغربية "طالما هناك مفاوضات سلام جارية". وقال عباس "نطلب تجميد (الاستيطان) طالما أن هناك مفاوضات، لأنه ما دام هناك مفاوضات، هناك أمل"، وخلال مقابلة مع إذاعة "أوربا 1"في باريس أكد على أن الجانب الفلسطيني لا يريد وقف هذه المفاوضات، لكن إذا استمر الاستيطان فسيضطر الفلسطينيون لوقفها، وأضاف أن على نتنياهو أن "يعلم أن السلام أهم من الاستيطان". من جهته، أكد ياسر عبد ربه أن "القيادة الفلسطينية سوف تجتمع، خلال الأيام المقبلة، لاتخاذ القرار السياسي الرسمي وكذلك ستجري مشاورات مع لجنة المتابعة العربية لأنها مشاركة منذ البداية في اتخاذ الموقف تجاه المفاوضات المباشرة"، مشددا على أن الموقف الفلسطيني يلقى التفهم الدولي الشامل والدعم العربي أيضا".