أحبطت قيادات في حركة فتح أي محاولة لاستثمار الأجواء الإيجابية والتفاؤلية التي سادت في الشارع الفلسطيني عقب اتصال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من قيادات أخرى للحركة بالقيادي في حماس محمود الزهار لتعزيته باستشهاد نجله عبر هجوم مركز على المتصلين والتقليل من أهميته. فقد هاجم موقع إلكتروني على شبكة الانترنت ، عُرف بتبعيته لما كان يعرف بقائد التيار الانقلابي في حركة فتح محمد دحلان، قيادات حركة فتح التي اتصلت بالدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس لتقديم العزاء باستشهاد نجله خلال التصدي للعدوان الصهيوني شرق غزة قبل يومين. موقع دحلان يتولى الاستهجان واستهجن موقع ما يسمى فلسطين برس التابع لجهاز الأمن الوقائي المنحل في غزة على لسان من قال إنهم أعضاء وكوادر في حركة فتح بغزة (دون أن يسميهم) التعزية التي قدمها عدد من القيادات الفتحاوية للقيادي في حركة حماس محمود الزهار باستشهاد نجله حسام. واعتبر أن التعزية التي قدمها رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد وقدروة فارس ومحمد الحوراني وأمين الهندي للزهار هي تصرف استفزازي مرفوض من هؤلاء القادة الفتحاويين، على حد تعبيره. إحباط أجواء التفاؤل ونشر الموقع تقريراً يهاجم بحدة القيادي الزهار، الذي قدّم اثنين من أبنائه شهداء فداءاً لفلسطين، فيما بدا وفق المراقبين أنه انعكاسات للخلافات العميقة بين قادة فتح ليس فقط على تعزية الزهار وإنما في كل شيء، فضلاً عن اعتباره معارضة لأي خطوة لاحقة على طريق الانفراج بين الحركتين. ومقابل تثمين حركة حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم لاتصالات قيادات حركة فتح والتي توجت باتصال من رئيس السلطة محمود عباس مع الزهار واستمر لمدة 20 دقيقة، وتأكيدها على ضرورة اقتناص اللحظة والتوحد عبر الدم الفلسطيني لمواجهة العدوان والتحديات، علت الأصوات داخل حركة فتح إما مستهجنة للاتصالات أو مقللة من أهميتها. فقد اعتبر نبيل عمرو المستشار الإعلامي لعباس، الاتصال الذي أجراه الأخير، مع الزهار هو لفتة إنسانية وأخلاقية ولا يحمل أي مدلول سياسي . ورأى مراقبون أن مواقف موقع دحلان الإعلامي ونبيل عمرو من شأنها إحباط أجواء التفاؤل التي سادت بعد الاتصال ورأت فيها فرصة لاستئناف الحوار بين الحركتين. حماس تثمن .. وكان فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس قد أكد لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن الرئيس الفلسطيني أوفد وفداً برئاسة الدكتور كمال الشرافي بعد ظهر أمس لتقديم العزاء للزهار، قبل أن يبادر عشاءً للاتصال بالزهار ويقدم له واجب العزاء ويشد من أزره بعد هذا المصاب الجلل. وثمن برهوم هذه المبادرة من رئيس السلطة، مشدداً على أن الدم الفلسطيني يجب أن يكون فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني والكلمة لمواجهة التحديات والعدوان الصهيوني . ودعا إلى استثمار كافة الجهود من أجل تقوية المؤسسة السياسية الفلسطينية للخروج من الأزمة الداخلية وتوحيد كل الجهود للدفاع عن شعبنا ومواجهة كافة التحديات والحفاظ عن حقوقنا وثوابتنا . تبرير العدوان غير أن نبيل عمرو (مستشار عباس) الذي رفع وتيرة هجومه وانتقاداته لحركة حماس خلال اليومين الماضيين بالتزامن مع العدوان الصهيوني وارتقاء الشهداء مبرراً جرائم الاحتلال الصهيوني، أبعد أي بارقة أمل أشاعتها الاتصالات، مجدداً الشروط التي وضعها الصهاينة والأمريكان لبدء الحوار مع حركة حماس . وظهر عمرو على شاشة تلفزيون فلسطين ، التابع لقيادة السلطة ولحركة فتح ، وهو يقول بلغة بدت غريبة على الفلسطينيين نحن نتفهم الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل للحفاظ على أمنها ولا نستطيع أن نفعل شيئاً حيال ذلك . وقال: الحوار مع حماس يصبح ممكناً إذا ما لبّت هذه الحركة الشروط المعروفة لإجرائه، وأولها التراجع العلني والرسمي عن الانقلاب الدموي الذي وقع في قطاع غزة، إضافة إلى الشروط الأخرى التي تعرفها حماس جيداً (وذلك في إشارة إلى شروط الرباعية الدولية وفي مقدمتها الاعتراف بالكيان الصهيوني واتفاقات منظمة التحرير)