عادت أصوات بعض المواطنين الإسبان، في مدينة سبتةالمحتلة، تتعالى، وتدعو إلى أن تصبح الرعاية الصحية، التي يستفيد منها، في المستشفى الجامعي للثغر، مواطنون مغاربة قادمون من خارج الحدود الوهمية، مؤدى عنها، حسب يومية "الفارو" السبتاوية. وقالت الصحيفة، أمس الثلاثاء، إن الحكومة المحلية أفادت، في إجابة عن سؤال للبرلمانية السبتاوية، لوث إيلينا سانين، حول الموضوع، أن الرعاية الصحية، التي يستفيد منها مواطنون مغاربة قادمون من خارج الحدود الوهمية، كلفت مبالغ وصل إلى 17 مليون أورو، خلال سنة 2004. واقترحت البرلمانية السبتاوية على الحكومة المحلية للثغر أن تعمل على توقيع اتفاق مع الرباط "لتعترف السلطات المغربية بالرعاية الصحية، التي يستفيد منها المواطنون المغاربة في الثغر، مثل ما يحدث مع مواطنين آخرين من بلدان داخل الاتحاد الأوروبي". وأضافت المسؤولة الإسبانية أنه "لا يقبل تأخير تقديم العناية الصحية لسكان المدينة، بسبب طوابير أشخاص قادمين من باقي التراب المغربي"، موضحة، في الوقت ذاته، أن "هذا لا يعني أننا لسنا متضامنين، لكننا نؤدي ضرائب تدفع منها نفقات الصحة، ليستفيد منها أناس من بلدان أخرى". وعبرت، في الوقت ذاته، عن قلقها من تهافت المغربيات الحوامل على مستشفيات المدينة للولادة، قائلة إن "هؤلاء النساء يفضلن، في غالب الأحيان، البقاء في الثغر، بهدف الحصول على الجنسية الإسبانية". يشار إلى أن سكان مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين اعتادوا التعبير عن غضبهم من أن أغلب الولادات المسجلة في المدينتين هي لنساء مغربيات يأتين من شمال المغرب، إذ يمنح لهم عامل القرب من الثغرين المحتلين إمكانية التوجه إلى المستشفيات البلدية للمدينتين، حيث يتلقين العناية الطبية اللازمة، ويحصلن على الأدوية مجانا، يساعدهن على ذلك سماح السلطات الإسبانية لهن باجتياز الحدود الوهمية، دون تأشيرة أو جواز سفر. ويرى سكان الثغرين أن أكثر من نصف الولادات، التي تحصل في المستشفيات الحكومية لمدينتي سبتة ومليلية، هي لمغربيات يدخلن المدينتين عبر ممري "تاراخال" و"بني انصار"، للاستفادة من الخدمة الصحية المجانية، في ظروف إيجابية، في حين، أن المواطنين الإسبان يؤدون الضرائب. ويشكو هؤلاء الغاضبون تدهور الخدمات الصحية في المدينتين، إذيقولون إن المستشفيات الحكومية تجد نفسها مضطرة لاستقبال مرضى يفوق عددهم طاقتها الاستيعابية، وطالبوا، في مناسبات عدة، السلطات الإسبانية ببذل "جميع الجهود حتى لا تصبح الوضعية الجغرافية للمدينتين عذرا لتبرير منح السكان عناية صحية بجودة أقل بكثير من سكان شبه الجزيرة الإيبيرية".