أجلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، بعد ظهر أول أمس الاثنين، إلى 15 شتنبر الجاري، النظر في ملف ميمون السوسي، أحد المتهمين ضمن شبكة الاتجار الدولي في المخدرات الصلبة (الكوكايين). وقررت الغرفة إرجاء القضية بعد ضم ملف متهم آخر، اعتقل أخيرا، يدعى (أحمد، د)،وهو عون سلطة برتبة شيخ، متهم بإنجاز عقود ازدياد وشهادة سكنى، بغية مساعدة"ميمون السوسي"، في الحصول على بطاقة وطنية بيومترية، تتضمن معلومات مزورة. وكانت هيئة الحكم بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء،قررت تأجيل النظر في ملف ميمون السوسي إلى 6 شتنبر الجاري، لاستئناف استنطاق خمسة متهمين ما زالوا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي عكاشة، بينما يتابع ثلاثة آخرون في حالة سراح، وهم (م.ي) مدير سابق بسجن الناظور، و(م.ع) مدير سابق لسجن زايو، فضلا عن (م.د) عون سلطة. وكان السوسي نفى أثناء الاستماع إليه من طرف الهيئة، التهم الموجهة إليه وأنكر أن يكون زعيما لشبكة تنشط في الاتجار الدولي أو الوطني في المخدرات، فضلا عن إنكاره علاقته بضابط أمن ممتاز بالعاصمة الرباط، المتابع على خلفية تمكين ميمون السوسي من البطاقة الوطنية للتعريف بناء على بيانات وشهادات مزورة. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ألقت القبض على ميمون السوسي، أحد المبحوث عنهم، بموجب مذكرات بحث وطنية ودولية، بعد فراره، بطريقة هوليودية، من السجن الفلاحي بزايو، بإقليم الناظور، في ماي 2008، عندما كان يقضي عقوبة سجنية، عقب إدانته من طرف محكمة الاستئناف بالحسيمة، بعشر سنوات سجنا، لتورطه في قضايا الاتجار في المخدرات. وحسب التحقيقات الأولية، التي أجريت تحت إشراف عبد الله العلوي البلغيثي، الوكيل العام للملك بالبيضاء، فإن المدعو "تيتو" واسمه محمد (ق)، المتابع في ملف "شبكة الجوهري" بتهمة "التزوير في وثائق إدارية، وانتحال هوية، وتسهيل هروب سجين"، شارك في عملية فرار السجين ميمون، بناء على ما ورد في مسطرة مرجعية سابقة، وهو التصريح الذي يؤكده، كذلك، موظف بالسجن الفلاحي بزايو، عاين واقعة فرار السجين على متن سيارة رباعية الدفع، كان يتولى قيادتها "تيتو". وجاء في إحدى المساطر المرجعية، التي أنجزتها الشرطة القضائية بالناظور، أن سيارتين آزرتا "تيتو" في عملية فرار السوسي، الأولى من نوع "مرسيديس"، كان يتولى قيادتها (ح.ق) أحد المساعدين ل"تيتو"، أما السيارة الثانية فهي من نوع "ب.م إكس 5" وكان يتولى قيادتها السجين الهارب. وجاء إيقاف السوسي بعد ورود اسمه، خلال تحقيقات عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عقب تفكيك "شبكة الجوهري"، كما ذكر اسمه، خلال تحقيقات عناصر الشرطة القضائية بالناظور، على اعتبار أنه أحد أعضاء شبكة للاتجار وتهريب المخدرات في اتجاه إسبانيا، انطلاقا من جزيرة "مارتشيكا"، قرب شواطئ الناظور. وذهبت جل التقارير إلى أن السوسي، مباشرة بعد عملية الفرار، كان توجه، عبر المعبر الحدودي بين بني انصار ومليلية، نحو إسبانيا، قبل أن يغادرها في اتجاه أوروبا، ما دفع بالسلطات المغربية إلى إصدار مذكرات بحث دولية، وطلبت من نظيرتها الإسبانية اعتقاله وتسليمها إياه، لكن الجارة الشمالية ردت على السلطات المغربية بنفي وجوده فوق ترابها.